لم يقتصر تغيير أوقات الدوام على الموظفين في شهر رمضان فقط بل طال الكدادة الذين يقومون بنقل الركاب بسياراتهم الخاصة؛ حيث أجبرتهم ظروف زبائنهم في هذا الشهر الكريم على العمل ليلا لمواكبة تزايد الطلب خلال الفترة المسائية واضطروا إلى التكيف مع هذا الوضع لتحقيق الدخل المأمول. وأوضح المواطن عايض آل شهي أنه ومنذ وقت طويل يعمل بهذه المهنة مع ما يشوبها من مخاطر وإشكالات عدة مع الركاب، ولكن في شهر رمضان يختلف الوضع تماما فالركاب غالباً ما يكونون مبتسمين سعداء ولا يتعجل كل منهم الوصول، ويغلب على حديثهم دائما شهر رمضان وكيف كان الناس يصومونه قديما وما هي الأشياء التي استجدت حديثا، وتارة ما يتحدثون عن الأحكام الشرعية في شهر الخير في جو يملؤه الإيمان، ولا تجد فيهم من يضايقك بالكلام ولا بالتدخين كما في باقي أيام العام، وتختلف النفسيات نهارا عنها ليلا، ففي الصيام يظهر الإرهاق على الركاب بينما في الليل يختفي ذلك تماما. وقال صالح آل سويدان في شهر رمضان تختلف مواعيد الركاب فالكثير منهم يرغب في السفر ليلا بسبب شدة حرارة النهار أو بعد الفطور، حيث نجتمع غالبيتنا على سفرة الإفطار وكل منا يحضر أكلة معينة معه من بيته فنجتمع على سفرة واحده نحن والركاب في أجواء تملؤها الروحانية وبعد الصلاة نتوكل على الله في قصد المدينة التي يرغبها الركاب، وأضاف آل سويدان في شهر رمضان تكثر حركة النقل والسفر خصوصا من نجران إلى خميس مشيط وغالبيتها ليلا، خصوصا يوم الأربعاء وقت إجازة موظفي الدولة، وذلك لاستمتاع المسافرين بقضاء الأجواء الرمضانية مع عوائلهم، والمواقف تكثر في شهر الخير وأكثر ما نتعرض لها وقت الإفطار حيث يختلف من مكان لآخر فنفطر قبل وقت الأذان فهذا تكرر مع كثير من زملائنا. وقال رائد الوعيلي إنهم في شهر رمضان يحرصون دائما على وجود التمر والسمبوسة والعصائر فأين ما يحل وقت المغرب نتوقف لتناول الفطور وإقامة الصلاة، إنها أجواء رائعة تلاحظ فيها مشاعر الصائمين وحبهم للخير من قول أو فعل حتى مع بعضهم البعض، فهو شهر رحمة وتواد، أما أكثر ما يزعجه في شهر رمضان هو السرعة العالية قبل أذان المغرب حرصا من الصائم على الفطور مع أفراد أسرته مما يعرض نفسه والآخرين للخطر، وأشار إلى أنه تكثر عبارات اللهم إني صائم بين أغلب الركاب في الشهر الكريم، فلا تجد أحدا يسب الآخر مهما كان الموقف بينهم وذلك حرصاً على ألا يفقد الصائم صومه..