ربما تكون مائدة الافطار الرمضانية مع الأهل والأقارب من أكثر ما يميز هذا الشهر الكريم . انه المشهد الذي يحرص الجميع على تكراره وفي أغلب الأحيان تتحول المائدة الرمضانية الى اجتماع عائلي يتدارس فيه الأهل أحوالهم ، عائلات تفرّقهم ظروف الحياة ومشاغلها طوال العام، لكنهم يحرصون على انهاء هذه المشاغل وكافة الارتباطات لحضور المائدة الرمضانية مع الأهل ، ولكن هناك من يتغيب عن هذه المائدة بسبب ظروف عمله التى تتطلب تواجده بين أروقة المكاتب ودهاليز العمل ورغم ذلك فهو سعيد بما يقوم به لأنه يؤدي رسالة عظيمة ، فبينما الكل يستمتع بدفء العائلة والأقارب.. هؤلاء يؤدون مهامهم وقد تمر عليهم أيام عديدة من الشهر الفضيل وهم يواصلون العمل بعيدا عن مائدة الأهل ، لا يشعرون بالملل أو الضيق فكل هدفهم أن يمر وقت الإفطار بسلام وهدوء وينجزون أعمالهم المكلفين بها على الوجه الأكمل. «اليوم» صاحبت الجنود المجهولين وكانت حاضرة على موائد إفطار العديد من الجهات الحكومية خلال الشهر الفضيل. . توجهت «اليوم» لمطار الملك فهد الدولي وتجولت بين الإدارات التي تعمل في المطار وهي الجوازات والجمارك والخطوط السعودية والمرور ، وكانت حاضرة على « مائدة الإفطار « وقد تم رصدنا بالكلمة والصورة الجهود التي تبذل في المطار بمشاركة الجهات التى تعمل بهدف استمرار العمل بشكل طبيعي خلال وقت الافطار ، كما التقينا مع العاملين في هذه القطاعات الحيوية التي تتطلب ظروف عملهم التواجد في العمل والإفطار بعيداً عن أسرهم، أجواء مختلفة في البداية أوضح مدير مطار الملك فهد الدولي بالمنطقة الشرقية المهندس خالد المزعل أن الجهود التي يبذلها رجال المطار والجهات التي تعمل داخل المطار خلال أشهر العام المتغيرة في اجوائها وظروفها تختلف تماما عن جهودهم في رمضان المبارك الذي تزداد فيه تلك الجهود بشكل كبير ويزداد معها التعب والإرهاق، مبينا أن هذا الاجتهاد من قبلهم يأتي متواكبا مع صيامهم في هذا الشهر الفضيل، حيث ينسون التعب عندما يشاهدون طفلا أو امرأة أو شابا أو عجوزا يحتاجون لمساعدتهم ، واضاف المزعل بقوله إن الجميع يتعاون من أجل استمرار العمل بشكل طبيعي خلال رمضان ، وقال المزعل ان هناك جهدا كبيرا يقدمه منسوبو المطار والأجهزة الأخرى من جوازات ، وخطوط طيران ومباحث وجمارك وقت الافطار وفي أوقات يكونون هم الاحوج بالجلوس وتناول الإفطار مع أسرهم ، مؤكداً في الوقت نفسه وجود تنسيق بين ادارة المطار والدوائر الحكومية الاخرى لخدمة المسافرين في رمضان مع مراعاة أوقات الإفطار ، مشيرا الى توزيع أكثر من 700 وجبة افطار على المسافرين في المطار ، منوها الى زيادة توزيع الوجبات في المطار نظراً لزيادة عدد الركاب والطلب على وجبات الافطار . جلسة جماعية قبل الافطار (تصوير: احمد العاشور)
ساعات الطوارىء وقال المزعل : هناك ساعات الطوارئ لدى العاملين بالمطار وهي بدء موعد أذان المغرب ، فبينما الجميع مشغولون بتناول طعام الإفطار والعاملون بالمطار يواصلون عملهم لا يعرفون طعماً للراحة مشيرا الى أن رمضان في المطار يحسب بالثواني والدقائق لأن كل لحظة لها وقتها ، ويؤدي كل شخص افطاره في مكانه . بطاقات الصعود وقال صالح الفايد احد موظفي الخطوط السعودية إن العمل في رمضان له متعته الخاصة ومتاعبه أيضا ، حيث نتناول الإفطار يوميا هنا ولا يستغرق الامر سوى دقائق معدودة ، لأننا على رأس العمل بشكل دائم وكثيرا ما نتشارك مع المسافرين في الافطار. مشيراً إلى أن أكثر ما نعاني منه في رمضان هو إصرار رب الاسرة على الجلوس بجانب أسرته في المقاعد بعد تأخرهم عن أخذ بطاقات صعود الطائرة ، مبيناً ان نظام الخطوط السعودية لا يسمح باستخراج بطاقات الصعود إلا قبل الرحلة ب 45 دقيقة. وأضاف ان النظام يتيح للراكب الحصول على بطاقة صعود الطائرة بوقت كاف تجنباً لحصول طارئ.
انهاء اجراءات مسافرة تنظيم الركاب ونوه منسق خدمات الركاب الى ان عمله ينصب أساسا على صف وإعطاء العوائل الأولوية في المقاعد بجانب بعضهم قبل الرحلة بساعة وتخصيص مقاعد للأطفال والعائلات ولذوي الاحتياجات الخاصة اما المسافر او المسافرة من أصحاب الوزن الزائد فيعطى مقعدين بجانب بعضهما لظروفهم وأيضا تنسيق عملية النقل او الكرسي المتحرك لكبار السن او من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ويضيف بقوله مهمتنا هي تنظيم الركاب قبل موعد الاقلاع على الاقل بساعة تفادياً لتأخر الرحلة ، وعن شعوره بالعمل فى رمضان قال : نشعر بالتعب خلال فترة النهار، والعمل ليلا يكون أفضل ، كما ان المسافرين وقت الإفطار يشعرون بالتعب ويجب ملاحظتهم حتى لا يحدث لأحد مكروه . أكثر تنظيما وذكر رئيس الفترة المسائية بجوازات مطار الملك فهد الدولي ان مشكلة البصمة بدأت فى الاختفاء وبشكل كبير وأصبحت الإجراءات أكثر تنظيما ، مشيرا ان الرحلات القادمة والمغادرة الدولية بمطار الملك فهد الدولي في وقت رمضان تقل في أوقات الفطور وتزداد تدريجياً مع مرور الوقت حتى الصباح خصوصا في العشر الاواخر حيث يتم توزيع المهام على موظفي الجوازات في أوقات الفطور بالتناوب وبوقت لا يتعدى الخمس دقائق لضمان تغطية النقص وقت الإفطار . في الوقت نفسه تذمر عدد من موظفي الجوازات بسبب قلة عددهم أمام الضغط الكبير فى العمل ، وقال احدهم رفض ذكر اسمه ان الصالة الخاصة بالجوازات تمتلئ بشكل كامل خصوصا السفر إلى دول آسيا وإنهاء الإجراءات إلا أن نقص الأفراد يؤخر انجاز عملنا ، ويأتي التأخير بسبب ذلك.