وصلت إلى ميناء طرطوس السوري صباح أمس، سفن إنزال بحرية روسية تابعة لأسطول الشمال هي: "كوندوبوجا" و"القديس جيورجي بابيدونوسيتز" و"ألكسندر أوتراكوفسكي"، في وقت تستمر المعارك للسيطرة على مدينة حلب بين المجموعات المقاتلة المعارضة والقوات النظامية التي تقصف أحياء المدينة برا وجوا. وكشف الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر الرائد ماهر النعيمي أن سفينة واحدة دخلت الميناء، فيما بقيت الاثنتان الأخريان عند الرصيف الخارجي. وبين النعيمي ل"الوطن" أن "نحو 120 جندياً نزلوا من السفينة بينهم عناصر من "قوات السلام" التابعة لمنظمة الأمن الجماعي الروسية، موضحاً أن هذه القوة لا علاقة لها باسم السلام وهي قوة تم تشكليها لمواجهة الثورة الشيشانية التي طالبت بالاستقلال عن دولة الظلم والطغيان وأطلق عليها اسم "الكتائب الشيشانية" لتقوم بعمليات اغتيال شملت قائمة طويلة كان منهم الرئيس الشيشاني اللواء جوهر دودييف، وفككت بالقوة المقاومة الشيشانية من خلال مجازر لا تختلف كثيراً عن مجازر بشار الأسد، لتقضي على حلم الاستقلال لدى الشعب الشيشاني المسلم". واعتبر مشاركة هذه القوات في عمليات دعم للجيش الأسدي يدل على وصول النظام إلى مرحلة الضعف. وأكد النعيمي أن الجيش الحر يراقب وهو بحالة استعداد لمواجهة كل الخطوات وردود الفعل التي قد تتخذها هذه القوة. وأكد النعيمي أن قاعدة طرطوس فيها قوة عسكرية كبيرة مكونة من 1750 عنصرا من قوة المارينز الروسي معهم دبابات ومدرعات وصواريخ وأسلحة متقدمة لن تفيدهم في مواجهة الثوار إذا ما سقط النظام. وقال "سنسمح لهم بالانسحاب فقط وأخذ ما يريدونه من معداتهم الآن لكن في حالة سقوط الأسد سنحرق القاعدة ولن نترك لهم جثثا لتعاد إلى روسيا وسنستولي على كل ما يوجد في هذه الأرض المحتلة أو مياهنا الإقليمية التي لوثها العدو المحتل الروسي المجرم". وحول القوة البحرية التي كانت تتقدم نحو طرطوس بتشكيل حربي أوضح أنها وصلت إلى مواقعها في البحر الأبيض المتوسط وتنفذ مناورات بسفن مضادة للغواصات في رسالة تهديد لقوى أوروبا. ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أحياء الشعار وطريق الباب والصاخور ومساكن هنانو في شرق حلب وبستان القصر في غربها تعرضت السبت لقصف من القوات النظامية السورية. كما أشار إلى قصف مماثل على مناطق في حي صلاح الدين "بالتزامن مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة". وتستمر العمليات العسكرية في مناطق أخرى من البلاد، لا سيما في ريف دمشق ودرعا (جنوب) وحمص وحماة (وسط). وقد قتل فيها أمس، 13 شخصا، بينهم سبعة عناصر من قوات النظام استهدفهم مقاتلون معارضون، أحدهم في ريف حلب، والستة الآخرون في استهداف قافلة للقوات النظامية قرب بلدة خربة غزالة في درعا صباحا. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض وناشطون قوات النظام السوري "بإعدام عشرة شبان" مساء أول من أمس في حي الشماس في جنوب مدينة حمص بعد اقتحامه. واتهمت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل إيران بالمشاركة في عمليات النظام، منذرة ب"رد قوي جدا في قلب النظامين الإيراني والسوري".