كشف الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر الرائد ماهر النعيمي ل "الوطن" أن تضارب التصريحات العسكرية الروسية حول دخول سفنهم إلى قاعدة طرطوس السورية "المحتلة" يدل على حقيقة التخبط في المؤسسة السياسية في موسكو والتي تدير الجهاز العسكري بناءً على تطورات على الأرض لا يمتلكون تغييرها. وبين النعيمي أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية قال إن هذه المجموعة من السفن الحربية التابعة للأسطول الروسي تنفذ مهام تدريبية في البحر الأبيض المتوسط، ولا تخطط للقيام بزيارة ميناء طرطوس فيما دخل بعضها للتزود بالمؤن والمياه لتنفيذ مهام الإبحار لمسافات بعيدة، وهو يتنافى مع تصريحات لهيئة الأركان العامة الروسية، جاء فيها أن سفن الإنزال البحري الروسية الكبيرة التابعة لأسطول الشمال والمكلفة بمهام في البحر المتوسط، ستصل إلى ميناء طرطوس لعدة أيام ثم تغادره باتجاه مضيق الدردنيل لتعبر إلى البحر الأسود ومن ثم إلى نوفوروسيسك. وكشف النعيمي أن معلومات استخبارية عسكرية سورية متعاونة مع الجيش الحر أوضحت حقيقة النوايا للسفن الروسية التي تشتمل على سفن إنزال بحرية تابعة لأسطول الشمال هي "كوندوبوغا" و"القديس جيورجي بابيدونوسيتز" و"ألكسندر أوتراكوفسكي"، ومن المقرر أن تصل اليوم (الأربعاء)، وفيها جنود من القوات الخاصة الروسية والكتائب الشيشانية المسلحة بمدرعات برمائية ودبابات خفيفة ومروحيات قتالية، ولها مهمتان تقررهما الحكومة الروسية إما إجلاء الفنيين والجنود من قاعدة طرطوس أو المشاركة في عملية عسكرية لدعم نظام الأسد. وبين أن المعلومات توضح أن تشكيلة السفن الروسية تحمل الصفة القتالية وأن سفن الإنزال لن تدخل إلى داخل الميناء لتحافظ على قدرتها على المناورة في حال تعرضها لهجوم. وقال "طرطوس هي آخر موانيء روسيا الخارجية وسننتزعها منهم بعد القضاء قريباًَ على عميلهم الأسد". وأضاف أن وصول السفن لإجلاء جنود الاحتلال الروسي من طرطوس ستم تحت رقابة من الجيش الحر الذي يسيطر حاليا على المنطقة المحيطة بالقاعدة بعد أن سيطر على مفارز الأمن. وقال مهدداً "أما إذا قررت روسيا التدخل بشكل أكبر في العملية العسكرية من خلال بضعة آلاف من الجنود والقوات الخاصة التي تتواجد على سفينة الإنزال "ألكسندر أوتراكوفسكي" فنحن سنكون لها بالمرصاد، فكما حطمنا حلم الجيش الأسدي الذي هاجمنا بنصف مليون مقاتل وآلاف الدبابات والمروحيات والطائرات الروسية فلن يصعب علينا إرجاع قوة المرتزقة الروسية معلبة في صناديق خشبية إلى بلدهم". يذكر أن قاعدة طرطوس تضم قوة عسكرية مكونة من 1750 عنصرا من قوة المارينز الروسي وعدد من مكاتب التقنيات والتصنت ومركز كبير للاستخبارات العسكرية وآلاف العمال والفنيين وجنود البحرية، وتضم صواريخ "ياخونت" للحماية البحرية و72 عربة مدرعة. وبالنسبة لقوتها البحرية فهي تشتمل على تحرك نشط للأسطول الروسي في البحر المتوسط والذي يتضمن سفن مضادة للغواصات، والسفن المرافقة لها الخاصة بالحراسة والتموين والرصد، ونحو 20 سفينة ما بين قتالية ومساندة تنفذ مهام تدريبية يتواجد بها عناصر من المارينز تقوم بمهام تتعلق بضمان عدم وصول أسلحة إلى ثوار سورية عبر لبنان.