توصل تحليل نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، أن عنصر المواجهة يهيمن على جوهر العلاقات بين أمريكاوالصين، وليس التعاون أو المنافسة، رغما عن الآمال المنعقدة في إقامة تعاون بين القوتين العظميين، من أجل التصدي للتحديات المشتركة. وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قال في وقت سابق العام الجاري، إن سياسة بلاده تجاه الصين تشمل مزيجا من «التعاون، والمنافسة، والمواجهة،» إلا أن الخبيرين كرونيج ونجريا، من مركز سكوكروفت للإستراتيجيات والأمن، التابع للمجلس الأطلسي يقولان إن بلينكن، للأسف، كان على حق في ثلث ما ذكر فقط. تحديات مشتركة ورغم الآمال الكبيرة في أن يكون هناك تعاون بين الدولتين، بالنسبة للتحديات المشتركة، ورغم كل ما يقال في واشنطن عن «المنافسة» بين القوى الكبرى، فإن الحقيقة المؤلمة هي أن العلاقات الصينية- الأمريكية، تهيمن عليها بصورة متزايدة عناصرها التي تنطوي على المواجهة. وفي أعقاب «الإستراتيجية الوطنية الأمريكية» ل2017، أصبح مصطلح «المنافسة بين القوى الكبرى» هو الشعار في واشنطن، حيث تقر الوثيقة على نحو صائب بأن الإستراتيجية الأمريكية السابقة، التي ركزت على محاولة جعل الصين «طرفا مؤثرا مسؤولا» في إطار نظام عالمي يقوم على القواعد، قد فشلت، وأن هناك حاجة لنهج جديد أكثر حدة. وقد طورت إدارة بايدن هذا المصطلح إلى «المنافسة الإستراتيجية»، وتعهدت بأن تعطي أولوية للمجالات الأكثر أهمية وإستراتيجية. ولكن المنافسة ليست الكلمة الأفضل في أي من الحالتين، حيث إن أي منافسة تنطوي على أن الأطراف المعنية، ملتزمة بالقواعد المتفق عليها نفسها، ولكن العلاقة بين أمريكاوالصين، بحسب «كرونيج» و«نجريا»، لا يمكن وصفها ب«المنافسة»، لأن حزب الشعب الصيني، يخرق بشكل ممنهج القوانين والأعراف الدولية المقبولة بشكل عام. وفي المجال الاقتصادي، تنقض بكين بقوة على النظام الاقتصادي العالمي، في تحدٍ لالتزاماتها في إطار منظمة التجارة العالمية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الشهر الماضي: «نرحب بالمنافسة الشرسة مع الصين». ويؤكد الخبيران أن سياسة المواجهة الحازمة في الوقت الحالي، هي أفضل أمل أمام الولاياتالمتحدة، لدفع بكين إلى تغيير مسارها في نهاية المطاف، ووضع الأمورعلى مسار مستقبل تنافسي وتعاون حقيقي.