«1» في مقالة نشرها الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف، أمين منطقة الرياض سابقاً في نوفمبر 2017، تحدث ولأول مرة عن طراز عمراني جديد، سماه الطراز السلماني. استلهم هذا المسمى من مواقف الملك سلمان نحو التطور العمراني الكبير، الذي حدث للرياض في العقود الماضية، ممزوجاً بالاعتزاز الكبير لتاريخ وتراث المملكة. يقول الأمير: كان الملك سلمان من الأشخاص الأكثر معرفة وتشوقاً بالتاريخ، السياسي والجغرافي والاجتماعي والعمراني، وكذلك كان من الأكثر تطلعاً ورغبة في التنمية والتطوير، والأخذ بالمعطيات الحديثة. ولذلك تفرد بالوقوف من وقت بعيد ضد التيار المطالب بالنقل الحرفي لعمارة وعمران مجتمعات خارجية، دون أخذ الإرث المحلي في الاعتبار، وفرض- حفظه الله- قناعته بضرورة تبني نمطٍ عمراني جديد، يستوعب الحداثة ويتطلع للمستقبل، ولا يتنكر للأصالة والتراث العمراني المحلي. «2» في ذكرى بيعتنا الكبيرة لملكنا العربي الكبير، وقائد الاقتصاد والسياسة الإقليمية الأكبر في هذا الشرق الأوسط الكبير، نفتخر به فخراً يوازي فخره بتاريخه وتراثه، ودولته الضاربة في عمق التاريخ، ونقف خلفه سعيدين بوجود طراز عمراني يحمل اسمه وتاريخه. «3» وعلى غرار الطراز السلماني، أستطيع أن أقول إنني اليوم أعتقد أن في الإدارة أسلوبا اسمه الأسلوب السلماني، أسلوب قائم على الحزم والفراسة، والفطنة والحضور الذهني المتقد. «4» في تقرير صدر عن جريدة الشرق الأوسط في يناير 2015، رصد أبرز صفات الملك، حيث يرى الأستاذ بدر الخريف أن الحزم، والرؤية الثاقبة، والاطلاع الواسع، والحنكة، والدراية، والتواضع، ودقة الملاحظة، وقوة الذاكرة، والانضباط والتنظيم، كل هذه المزايا مجتمعة جاءت في شخصية معتدلة ووسطية، ومنفتحة على الجميع. ولذا فإنه من الطبيعي أن تتجسد هذه الصفات القيادية لتخرج قائداً يعتبر من القادة القلائل، الذين تمرسوا في جميع فنون القيادة، وبالتالي فإن الإدارة الحقيقية لشؤون البلاد، سوف تكون مدهشة ومبهرة ومحققة لنتائجها بإذن الله. «5» من المشاهد الجميلة التي نعيش هذه الأيام في ظلها، والتي فعلاً تستحق أن يحتفى بها في هذه الذكرى العزيزة. ما أعلنته وزارة المالية في تقريرها الأخير، والذي جاء مطمئناً ومبشراً ودليلاً على أداء استثنائي عال، في خضم المعركة التي يقودها العالم في مواجهة تأثر الاقتصادات العالمية، نتيجة لجائحة كورونا، فمع الصرف الهائل لحماية الوطن والمواطن من هذا الوباء، إلاّ أن الإسلوب السلماني الحصيف في إدارته لهذه الأزمة، وما تبعها من مشكلات سياسية واقتصادية، استطاع أن يجنب اقتصاد الوطن لانخفاضات مماثلة، تحدث في دول قريبة منّا ولن تتعافى منها في سنوات.