جوانب كثيرة مجهولة في شخصية الملك سلمان نجل المؤسس الذي ورث عن والده خصائص ومواهب عدة. ومما لا شك فيه أن الملك سلمان يعتبر رجل دولة من الطراز الأول بما يملكه من مميزات كثيرة ومتعددة، يصعب حصرها؛ إذ يملك خادم الحرمين مهارات سياسية، وملامح إنسانية، وتاريخًا متطورًا، وهو ملمٌّ بدبلوماسية وفن الحكم، ويعتبر شخصية عالمية منذ أن كان أمير عاصمة دولة كبيرة، لها وزنها وثقلها وحضورها الديني والسياسي والاقتصادي. ويحمل الملك سلمان بن عبدالعزيز - أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية - همَّ الوطن والمواطنين، بل يتعدى ذلك إلى الأمة الإسلامية جمعاء. وهذا ليس ببعيد؛ فهو ابن المؤسس الذي وضع القواعد المتينة للمملكة العربية السعودية، وجعلها دولة إسلامية، تحمل همَّ الأمة الإسلامية في كل البقاع؛ فقد عُرف عن الملك سلمان أنه من القادة القلائل الذين تمرسوا في جميع فنون القيادة من موروث وتراث هذه الأمة، مع مزايا وصفات خاصة، كشفت عن قدراته الفذة في إدارة شؤون البلاد؛ لما يتمتع به من قوة للشخصية، تمكِّنه من عمل الكثير. لقد رأينا الملك سلمان منذ أن كان أميرًا لمدينة الرياض ومدى ما قام به من جهود ملموسة في العاصمة؛ إذ تقف الرياض وما لحق بها من تطور شاهدًا يحكي مدى رؤية هذا الملك الهمام الذي اجتهد كثيرًا في أن تصل العاصمة الرياض إلى ما وصلت إليه الآن؛ فهو يخطو بخطى ثابتة نحو المجد البعيد ضاربًا بذلك أروع الأمثال وأنبلها، وهو يكمل الخطى، ويسير بكل قوة نحو بناء الوطن. ورأينا منذ أن أصبح ملكًا وهو يعمل بكل جد واجتهاد لبناء وطن قوي مكتمل البنى في كل المجالات، اقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا وتعليميًّا.. وما رؤية 2030 إلا حقيقة واضحة، تسير من خلالها المملكة بخطى واثقة نحو الأمام، يحدوها الأمل القوي في بناء مستقبل متطلع، وخلق أجيال تعمل من أجل هذا الوطن الشامخ بقيادته ومواطنيه. كما عُرف بالحزم الذي هو من أكثر الصفات التي يتميز بها الملك سلمان الحزم، والفراسة، والفطنة، والحضور الذهني، وهي من بين الصفات التي ورثها من والده المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله -؛ فقد ظهر لنا مدى حزمه وقوته في كثير من المواقف حتى أصبح مهابًا عند الجميع. ومما وهبه الله للملك سلمان الحزم والحكمة، وهما من السمات التي عُرف بها، ويشهد بذلك كل من التقاه أو تعامل معه. ويتضح ذلك جليًّا في متابعته الدقيقة لكل أمور الحكم في البلاد، وحرصه الشديد على الاستماع لأصحاب المظالم والشكاوى، وتوجيه المسؤولين بمتابعة هذه الأمور، وموافاته بما تم في كل منها. ولا يخفى علينا ما تقوم به قواتنا المسلحة المنتصرة - بإذن الله - في مناطق القتال على الحد الجنوبي وعاصفة الحزم التي تقودها المملكة من أجل تطهير اليمن من المليشيات الحوثية وما شابههم من أذناب إيران الخبيثة؛ فمملكتنا الفتية القوية تسير بقوة في ظل قيادة الملك سلمان الذي يريد كل الخير لهذه البلاد. وفَّق الله الملك سلمان، وأعانه فيما يقوم به من أعمال جليلة، سوف تكتب بمداد من ذهب على مَر العصور والسنين، وسوف تتناقلها الأجيال على مَر السنين، وتخلد على مدى التاريخ. حفظ الله ملكنا الهمام، وجعله في صحة وعافية، وأطال الله عمره.