ذكريات الأصدقاء عندما يبتعدون وتختلف الطرق ويبقى الجفاء، هو حاجز الصمت، تكون محرقة ومميتة، لأن الصديق في أغلب الأوقات يوضع في مرتبة عالية «أقرب من الأخ»، لكن عند الرحيل يبقى أثر ذلك الجرح، لن يشفى أبداً، لأن طعنة الصديق لا يمكن شفاؤها أبداً. هي مواقف نتألم منها، توجعنا تُشعرنا بالإحباط، نتقوقع على أنفسنا من شعور ووجع الخذلان. وجع تلك القيمة التي أخذت كل تفاصيلك الدقيقة، ولا يعلم بنا سوى وسادتنا. نسقط من ذاك الوجع ولكن نتعلم من ذلك الألم ويكون لنا درسا من دروس الحياة، لأن الصديق في نظري هو من يعلم بعثرة حروفك وشتات أفكارك ونبرات صوتك ونظراتك الهاربة، يعرف لحظات فرحك وحزنك، يعرف انكساراتك وضعفك، ولكن شكراً لكل صديق خذلنا وأوجع ما بداخلنا، لأنه صنع بنا درع عدم الاهتمام بما بداخلهم من سوء. نسوا أننا نتعامل بتربيتنا وبطيبة أصلنا، عثرة أذى ورفعناها عن الطريق. لذا اختر صديقك جيداً لأن شعور الخذلان موجع، ولكن عند الرحيل اجعل لنفسك بصمة لأنه لا يبقى غير الذكريات سواء كانت جميلة أو موجعة. وفي النهاية عندما تتذوق الصعوبات في حياتك سيصبح عقلك أكبر من عمرك بكثير، فكل أذى هو مستوى جديد من النضج، من لا يتألم لا يتعلم.