تكبح الأرض جماحها، ويشعر الإنسان بأن طاقته أقوى منه، وأن جسده مليء بالجموح الهائج عندما يكتمل القمر تسطير نار الطاقة على الجميع وتسري في عروق العالم حرارة القوة وسخونة الجسد، بل حتى المشاعر تثور ثائرتها وكأن الجميع يشتعل بنيران الطينية الآدمية تحت ضوء بدر مشع في منتصف الشهر يغوي الأرض والبشر بضوئه الوهاج، ويجعل العالم على صفيح ساخن. شعر العالم منذ القدم بتوهج اكتمال القمر وتسببه في اشتعال طاقة البشر في أعلى درجاتها، فأمرنا النبي، صلى الله عليه وسلم، بصيام الأيام البيض كسنة نبوية تخفيفا من تلك الطاقة المتفجرة في عمق أعماق البشر. وربط الكثير من الناس اكتمال القمر ببعض الروايات الخيالية والقصص الأسطورية كزواج الإنس من الجن، وصراع النيازك في السماء كرمزية لانتصار الخير على الشر، وغيرها من الأمور الأخرى التي يتحدث عنها بعض المختصين في عالم الأبراج الساخنة والباردة، إضافة إلى ربط ثواران الطاقة عندما يكون القمر بدرا بالبحار، وكمية المياه في داخل جسم الإنسان إذ تزيد المياه على 60 أو 70% على اختلاف العلماء المختصين في ذلك.