تمكن بعض علماء النفس أخيراً من اكتشاف علاقة سيكولوجية مباشرة بين الإنسان والقمر, من خلال قياس الفرق في الطاقة الكهربائية الكامنة بين رأس الإنسان وصدره, فأجريت تجارب على نماذج عشوائية، وكانت نتيجتها أن جميع الناس يتغير عندهم الفارق الكهربائي من يوم إلى آخر, وأن أعظم فارق بين قراءة كهربائية الصدر والرأس يكون عند اكتمال القمر بدراً، كما أن هناك علاقة بين أشكال القمر وتغيرات بيولوجية أخرى. ويقول استشاري الطب النفسي الدكتور فهد اليحيى، إن بعض الدراسات أوضحت أن الزعم ب"ارتباط سيكولوجية الإنسان بحال اكتمال القمر بدراً"لا يخلو من الوجاهة والصدقية، فمنذ سنوات، قامت هيئة الإذاعة البريطانية بتجربة فريدة من نوعها، إذ استضافت عدداً من المنجمين المعروفين، الذين قابلوا 12 شخصاً وتمكنوا من تحديد برج وطالع ثمانية أشخاص منهم بدقة. أبوعبدالله لم يدر في ذهنه من قبل السؤال عن العلاقة بين حاله المزاجية واكتمال القمر بدراً، لكن عندما طرحناه عليه أجاب بقوله:"نعم، اعتقد أن هناك علاقة، والدليل هو الخروج الجماعي للناس من منازلهم في منتصف الشهر الهجري بالذات، وأنا لا اذكر أنني مكثت في المنزل ولا حتى أبنائي في هذا الوقت من الشهر، لذلك تكّون هذا الاعتقاد لدي". سألنا غيره عدداً من الناس ممن لهم علاقة مباشرة بهذه الحال"، والجواب دائما كان"نعم، هناك رابط". إحدى مرتادات الأسواق، مواطنة سعودية في متوسط العمر, أجابت ضاحكة، بعد أن لفتنا نظرها إلى هذا التوقيت من الشهر بالتحديد:"أفكر أحياناً في سبب الرغبة الملحة لدي في الخروج من المنزل في هذا الوقت من الشهر الهجري ووصلت الآن، على ما يبدو، إلى إجابة لما كان يدور في خلدي". أحمد، شاب كأي شاب في مثل عمره، يحب الخروج كثيراً من المنزل، لكنه قال:"لو كنت على فراش المرض أو كانت عندي ارتباطات منزلية تلزمني المكوث في المنزل, فإنني في ليالي البدر بالذات أحاول الخروج قدر المستطاع". ويقول الباحث في معهد الفلك في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ثامر الرفاعي:"ليس هناك دليل علمي على هذا الارتباط، لكن بعض الدراسات الإحصائية أشارت إلى أن هناك ارتباطاً بين حالات عض الحيوانات المنزلية لمقتنيها واكتمال القمر بدراً، بل إن بعض الأطباء يتجنب إجراء العمليات الجراحية في الليالي المقمرة"وقت اكتمال البدر"، وذلك لارتفاع نسبة النزيف الدموي، ويؤجلونها إلى بداية أو نهاية الشهر القمري". ويضيف أن الأرض تجذب إليها القمر بقوة كافية تحفظ له مساره، والقمر بدوره يدور حول الأرض مرة واحدة كل 24 ساعة، وهذا يعني أن مياه الأرض كلها تتعرض لجاذبية القمر مرة كل يوم تقريباً, وهو ما نسميه بظاهرة المد والجزر. وتستجيب كل نقطة ما في المحيطات لهذه القوة، ويشعر كل كائن حي أو نبات بهذا الإيقاع, فيؤثر هذا الشعور والإدراك في حياة هذه الكائنات، خصوصاً تلك التي تعيش على شاطئ البحر ومنها الإنسان. من جهة أخرى، تشير بعض الإحصاءات إلى وجود زيادة في عدد المواليد مع زيادة حجم القمر، بحيث تصل إلى أعلى معدل لها عند اكتمال القمر بدراً. نشر أحد المعاهد المتخصصة تقريراً عن تأثير القمر في التصرف الإنساني جاء فيه: أن الجرائم التي تتم بتأثير المرض العقلي الشديد, مثل الحريق المتعمد, وجرائم جنون السرقة, والجرائم التي تتم تحت ضغط الدوافع التخريبية القسرية, والقتل تحت تأثير الإدمان, تصل إلى ذروتها عند اكتمال القمر بدراً"، علماً أن اختفاء البدر وراء السحب الكثيفة مثلاً لا يمنع أو يعطل هذه الظاهرة. لكن الدراسات الإحصائية التي أشارت إلى أن هناك ارتباطاً بين الجرائم واكتمال البدر لم تستطع أن تربط بين الأمرين وفق تفسير علمي دقيق.