من كاميرا صغيرة كان يستخدمها لتوثيق لحظاته العائلية السعيدة، وصولا إلى أكثر من 1000 كاميرا بماركات وموديلات وأحجام متعددة.. هكذا بدأ مشوار أنور عباس القطان الذي يمتلك اليوم متحفًا فريدًا من نوعه، مركزه مدينة الدمام في المنطقة الشرقية، وهو متحف يحتوي ذاكرة التصوير عبر أجهزة توثقها. بدأت هواية القطان في جمع الكاميرات الفوتوجرافية، بعد أن اقتنى كاميرا تصوير من نوع كوداك بفيلم لتصوير زوجته في بداية حياتهم الزوجية، ومع رغبته في عدم إطلاع أحد على تلك الصور العائلية، خصوصًا أن الصور في ذلك الوقت كانت تمر عبر مرحلة «تحميض» الأفلام، وهي مهنة كانت غالبًا حكرًا على العمالة الأجنبية من الرجال، فقد بدأ العمل بنفسه على تحميض الأفلام الخاصة به، بادئًا رحلة البحث عن كيفية التحميض، وعن مواد التحميض، وكيفية الحصول عليها. بداية جمع الكاميرات مع اهتمامه بالتحميض والتصوير، بدأت قصة حب بين القطان والكاميرا، حيث عمل عليها، واقتنى عددًا من الكاميرات القديمة. وبدأ القطان بالبحث الدائم عن الكاميرات القديمة، متوسعًا في البحث، ولكثرة المعلومات التي اطلع عليها منذ بداية نشأتها وظهورها للعالم عام 1800، أي منذ أن قام توماس جوود بالمحاولة الأولى للتصوير المنقط. واستطاع القطان في بداية مسيرة حبه للكاميرا أن يجمع نحو 100 كاميرا من مختلف دول العالم مثل أمريكا وكندا وبلغاريا والنمسا والتشيك وروسيا وغيرها، إضافة إلى ترحاله إلى جميع دول الخليج ما إن يعلم بوجود موديل جديد، أو كاميرا بمواصفات ما، ساعيًا خلف الحصول عليها. تكلفة الهواية كلفت هذه الهواية القطان مبالغ كبيرة زادت على مدى 20 عامًا عن ال180 ألف ريال، وهو يعمل على الكاميرا بعد أن يحصل عليها، حيث يقوم على صيانتها، والاعتناء بها، وتنظيفها بشكل دائم، ويقول «جميع الكاميرات التي بحوزتي لا تزال تعمل، بمعنى أنها ليست كما قد يتصور البعض مجرد خردة، وبعضها تم استخدامها مرات متعددة وبعدها لم يستخدم إلا لمرة واحدة». وكان القطان بدأ مسيرته مع الكاميرات باقتناء كاميرا التصوير الشخصية، ثم بدأ البحث عن الموديلات القديمة من الكاميرات، قبل أن يتوسع في شراء الكاميرات الاحترافية التي يستخدمها الصحفيون مثل كاميرا السير سيسل بيتون، وكان شراء الكاميرات مكلفًا جدًا، إلا أنه كان يخصص جزءًا من ميزانيته الشهرية لشراء الكاميرات والعمل على صيانة ما لديه منها، والعمل على تحميض الأفلام والاحتفاظ بذكرياتها. معمل للتحميض يمتلك القطان معملًا كاملًا لتحميض الأفلام، حيث يقوم بتحميض ما يصوره بنفسه، وكان يوثق ذكريات العائلة، ومن ثم يبدأ في مرحلة تحميض الفيلم وصف الصور في الألبومات الخاصة بكل مناسبة. ويشير القطان إلى أن تقنيات التعامل مع الكاميرات وإصلاحها وصيانتها كانت رديئة جدًا في بداية جمعه للكاميرات بسبب ضعف الوكيل في السنين الأولى لتعامله مع الكاميرات، حيث كان يتم بيع وتسويق نوعيات رخيصة جدًا من كاميرات التصوير وبمميزات احترافية ككاميرات احترافية وكان الناس يقتنونها بأسعار مرتفعة لكن الآن اختلف الوضع مع وعي الناس وانفتاح السوق، مشيرًا إلى أن والده كان المشجع الأول له في مواصلة هوايته والتقدم بها من خلال دعمه ماديًا ومعنويًا وتشجيعه على هوايته التي كانت تبدو غريبة لدى كثيرين. يوميات العناية بالكاميرات يعمل القطان وأفراد أسرته على العناية بالكاميرا بشكل أسبوعي، حيث يتم العمل على تشغيل جميع الكاميرات كل أسبوع للتأكد من سلامتها، إضافة إلى مسحها وتنظيفها من الغبار بشكل دائم حتى لا تتعطل، مشيرًا إلى أن زوجته وأبناءه يشتكون أحيانا من العناية الدائمة بالكاميرات، لكنهم اعتادوا على الاهتمام والاعتناء بهما، وباتوا ويحرصون على ذلك. هوايات موازية لم يكتف القطان بجمع الكاميرات بل عمل على تجميع مقتنيات أخرى مثل مشغلات الفيديو والصوت وآلات الكتابة العربية والأجنبية، وآلات خاصة لعد النقود والعملات المعدنية والعملات من جميع دول العالم القديمة والحديثة وعملات السعودية بمختلف عصورها منذ عهد الملك سعود وحتى الملك سلمان، كما يمتلك القطان جميع كاتلوجات بيتهوفن الموسيقية بإطارها الأول، وعددها يتجاوز 1600 أسطوانة استطاع أن يجمعها من مختلف دول العالم، وشارك في عدد من المهرجانات السعودية مثل مهرجان إثراء الثقافي بالظهران، حيث يسعى للدخول إلى موسوعة غينيس ولكن يحتاج إلى مزيد من الكاميرات لكون الرقم يمتلكه رجل تشيكي، لكن قطان يعد الثاني على العالم.