وليد ابو مرشد تحولت هواية اقتناء السيارات القديمة عند بعض المواطنين إلى "هوس"، فأصبحت واحدة من أكثر الهوايات تكلفة، لا سيما أن بعض التجار يتاجرون فيها، ويغالون في أسعارها، لمعرفتهم بكثرة الهواة الذين يقدرونها، وينظرون لها كتحف يجب المحافظة عليها. ورغم نمو معدل إنتاج السيارات الجديدة، التي تلاحق كل ما هو جديد في عالم التقنية والتكنولوجيا، وتتضمن كل مقومات الرفاهية، والفخامة، والراحة، يتمسك البعض بالموديلات القديمة، ويستخدمها أحيانا في التنقل، وتزيين المحال التجارية، والاستراحات، والمنازل، والاشتراك بها في المناسبات والمهرجانات السياحية، حيث تجد عروضهم تجاوبا كبيرا من فئة الشباب. وفي المدينةالمنورة أصبح من المألوف مشاهدة سيارات قديمة على جوانب بعض الطرق الحيوية، تستحضر عبق الماضي، حيث يعود تواريخ إنتاج بعضها إلى منتصف القرن الماضي. يقول المواطن عبدالرحمن اليحيى أحد هواة اقتناء السيارات الكلاسيكية بالمدينةالمنورة، الذي يملك عددا منها "بدأ حبي للسيارات الكلاسيكية منذ الصغر، وأول واحدة امتلكتها كان قبل عشر سنوات، وكانت من نوع "وانيت فورد" موديل 1966م، وكان ذلك بداية اهتمامي بهذه الهواية، التي شجعتني على اقتناء موديلات أخرى"، مشيرا إلى أنه خصص مساحة أمام منزله لعرض تلك السيارات. وأضاف "نظرا لحرصي على جمع المقتنيات القديمة، افتتحت مقهى بهوية تراثية، وعرضت فيه مقتنياتي من عملات قديمة، وبعض الأسلحة اليدوية، والأدوات المنزلية، والقصاصات التاريخية، ووضعت أمامه عددا من هذه السيارات، فلفتت الأنظار بشكلها الكلاسيكي. وأوضح اليحيى أن من ضمن مقتنياته سيارة "ستروين" فرنسية يعود تاريخ صنعها إلى عام 1923م"، مشيرا إلى أن هدفه لم يكن التجارة، وإنما إشباع الهواية. وعن الصعوبات التي تواجهه، قال "العقبة الأساسية التي تواجه ملاك تلك السيارات صعوبة صيانتها، وعدم توفر قطع الغيار لها، لذلك نضطر لاستيراد القطع من خارج المملكة، وذلك رغم وجود فني لدينا لصيانتها بصفة دورية". وأشار اليحيى إلى أنه وعدد من الهواة يقومون كل شهر بجولة في أحياء المدينة بالسيارات الكلاسيكية كنوع من التعريف بالهواية، وإحياء للتراث، إضافة إلى المشاركة في المناسبات والمهرجانات السياحية التي تنظم داخل المملكة، مشيرا إلى أنه حصل على المركز الأول في "مسابقة التحمل". وأضاف أن "من العقبات التي تواجه مقتني السيارات القديمة أيضا أنها تستورد من الخارج، وتكمن الصعوبة في بعض الإجراءات، وعدم وجود سياسة جمركية واضحة للتعامل معها، فليس هناك رسم محدد، إضافة إلى إشكاليات ناجمة عن تصنيفات "هيئة المواصفات والمقاييس" التي لا تراعي افتقاد السيارات المصنعة في الخمسينات والستينات لعدة مزايا، فهي ليست مزودة بحزام أمان، ولا مساحات، وبعض الاشتراطات الأخرى التي يشترط النظام وجودها في المركبة حالياً لمنح التصريح الجمركي". وأكد اليحيى أن هذه الإجراءات توقع هواة السيارات القديمة في معضلة، مؤكدا أن هذه الموديلات ليست للاستخدام اليومي، ولكنها تحفة فنية يريد صاحبها الاحتفاظ بها وصيانتها، أكثر من استخدامها وسيلة مواصلات.