دخلت الانتخابات الرئاسية الأميركية مراحلها الأخيرة، ولم يبق على موعد التصويت النهائي إلا قرابة الثلاثة أشهر، فيما الفارق بين المتنافسين الأساسيين أي المرشح الجمهوري ميت رومني والرئيس الديموقراطي باراك أوباما لا يزال محصورا في هامش ضيق من الناخبين، بينما بقي الناخبون الذين لم يحسموا موقفهم بعد عند نسبتهم التي كانوا عليها قبل شهور أي ما يزيد عن ربع مجموع الناخبين في الولاياتالمتحدة. وتشكل هذا المعادلة خطرا كبيرا على الرئيس أوباما إذ يمكن لزلة لسان أو لفضيحة تتفجر في اللحظة الأخيرة أو لانعطاف مهم على ساحة الأوضاع الدولية أن تؤدي إلى فقدان الرئيس بسهولة نسبية لنقاط تفوقه على منافسه، التي لا تزيد عما يتراوح بين ثلاث وخمس نقاط. وفيما عاد رومني من رحلة خارجية تخللتها عثرات كثيرة بداية من انتقاده للبريطانيين بسبب ما وصفه بثغرات التخطيط في الإعداد للألعاب الأولمبية إلى مقارنته بين الثقافتين الفلسطينية والإسرائيلية وإشارته الضمنية إلى أن تفوق إسرائيل الاقتصادي يرجع إلى تفوق ثقافتها على نحو أدى إلى احتجاجات فلسطينية، إلى تصريحاته التى دعا فيها إلى مواجهة إيران بالقوة وهو أمر أعاد إلى الذاكرة الحروب التي شنها جورج بوش والتي أدت إلى موجة من الرفض الشعبي لتدخلات واشنطن العسكرية في أي بقعة من بقاع العالم. وبدأ رومني فور عودته من جولته الانتخابية التي وصفها مساعدوه بالأخيرة، بينما تدفقت على خزانته تبرعات كبيرة من الممولين الأميركيين الكبار الذين يرون في أوباما تهديدا بزيادة ضرائب الدخل أو عجز عن تبني أجندة متشددة واضحة في السياسة الخارجية. أما أوباما فإنه بدأ الإعداد لجدول المؤتمر القومي للحزب الديموقراطي الذي سيعقد في نهاية هذا الشهر ليعتمد ترشيح الرئيس باسم الحزب. وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان أوباما سيبقي على جوزيف بايدن في موقع نائب الرئيس وإن كان كثير من المحللين يعتقدون أن هذا هو الخيار الأرجح. أما رومني فإنه لم يعلن بعد عن اسم من سيشغل موقع نائب الرئيس على بطاقته وإن كانت الترشيحات قد باتت محصورة في ثلاثة أشخاص هم عضو مجلس الشيوخ بوب بورتمان، وحاكم ولاية مينيسوتا تيم بلانتي، وحاكم ولاية لويزيانا بوبي جندال. وأعلنت حملة أوباما الانتخابية أن الرئيس بيل كلينتون قرر أن يلعب الدور الأساسي في مؤتمر الحزب وهي خطوة تهدف إلى كسب أبناء الطبقة الوسطى من البيض التي لا تتجه طبقا للأرقام إلى دعم أوباما بالقدر الضروري. فقد أشارت استطلاعات الرأي إلى تفوق رومني في صفوف تلك الشريحة الاجتماعية بنسبة كبيرة على منافسه الديمقراطي.