أعلنت الحكومة الإثيوبية، وقف إطلاق النار الفوري من جانب واحد، في منطقة تيجراي التابعة لها، بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من الصراع الدامي، الحرب التي شكلت أسوأ أزمة مجاعة في العالم. ويمكن لوقف إطلاق النار أن يهدئ الحرب، التي زعزعت استقرار ثاني أكبر دولة في إفريقيا، من حيث عدد السكان، يأتي ذلك في الوقت الذي تنتظر فيه البلاد نتائج الانتخابات الوطنية، التي روج لها رئيس الوزراء آبي أحمد. حيث أثار تحول رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، من صنع السلام إلى شن الحرب، فزع العديد من المراقبين منذ اندلاع القتال في تيجراي في نوفمبر. ومنذ ذلك الحين، كافح العالم للوصول إلى جزء كبير من المنطقة، والتحقيق في الادعاءات المتزايدة عن الفظائع بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والتجويع القسري. وقتل آلاف الأشخاص في المنطقة، التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة. موسم الزراعة وقالت إثيوبيا إن وقف إطلاق النار سيستمر، حتى نهاية موسم الزراعة الحاسم في تيجراي. نهاية الموسم تأتي في سبتمبر، و أمرت الحكومة جميع السلطات الفيدرالية والإقليمية، باحترام وقف إطلاق النار، وهو أمر بالغ الأهمية، حيث تم اتهام السلطات والمقاتلين من منطقة أمهرة المجاورة، بارتكاب فظائع في غرب تيجراي. ونقلت وسائل الإعلام الحكومية بيان إثيوبيا، بعد فترة وجيزة من فرار إدارة تيجراي المؤقتة، التي عينتها الحكومة الفيدرالية، من العاصمة الإقليمية ميكيلي، ودعت إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، حتى يمكن إيصال المساعدات التي تمس الحاجة إليها، حيث احتل مقاتلو تيجراي العاصمة الإقليمية، وانسحب جنود الحكومة في منطقة يعاني فيها مئات الآلاف من السكان. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في بيان، إنه تحدث مع رئيس الوزراء و«آمل أن يتم وقف الأعمال العدائية بشكل فعال». في غضون ذلك، رحب سكان ميكيلي بعودة قوات تيجراي لأول مرة منذ أن استولت القوات الإثيوبية على المدينة في أواخر نوفمبر وأعلن آبي النصر. حل سياسي وذكر ديستا هيليسيلاسي هاجوس، الذي يقود الجهود المبذولة، لإعداد قائمة بأسماء القتلى في الحرب: «إذا كانت لدى آبي رغبة حقيقية في إيجاد حل سياسي، فعليه أولاً إلغاء التصنيف الإرهابي ضد حكومة تيجراي المنتخبة». وقال إن آبي يحتاج أيضا أن يأمر الجنود الإريتريين بالمغادرة. ووسط الاضطرابات يوم الاثنين، قالت وكالة الطفولة التابعة للأمم المتحدة، إن الجنود الإثيوبيين دخلوا مكتبها في ميكيلي، وفككوا معدات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وهو عمل قالت إنه ينتهك حصانة المنظمة الدولية. حذرت اليونيسيف الأسبوع الماضي، من أن ما لا يقل عن 33000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، يواجهون «خطر الموت الوشيك» دون وصول المزيد من المساعدات إلى شعب تيجراي. فيما أكدت السلطات المتمردة في منطقة تيجراي الإثيوبية أن نضالها «سيتكثّف» حتى يغادر جميع «الأعداء» المنطقة، ملمحةً إلى أن المعارك متواصلة، رغم وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة الإثيوبية.