ارتبط اسم سوق الثميري الذي يعد قبلة تجار العاصمة قبل فتحها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بحارس بوابة آنذاك يدعى"الثميري"، مما جعل الأوساط التجارية تطلق اسمه على السوق وبوابته. وعندما تزور أحد أقدم الأسواق العريقة في الرياض، يخيل إليك أنك تشاهد أسوار الرياض القديمة. ولدى تجولك في السوق يبرز لك الطراز القديم للعاصمة، إذ تشاهد في جنبات السوق البناء العمراني القديم، في مقابل تمسك كبار السن الذين يبيعون الملابس الرجالية والعطور بمحلاتهم التي تعود لعشرات السنين، ولم يكتفوا بذلك فحسب، بل تجدهم يسردون للأجيال الحالية أروع القصص عن تاريخ السوق والتحولات التي طرأت عليه. نفذ السوق على الطراز العمراني القديم والذي بني بالحجارة التي لم تكن مستخدمة على نطاق واسع لندرتها وصعوبة الحصول عليها، فيما يلاحظ في باقي المباني المحيطة "بسوق الثميري" بناؤها بالطين واللبن، وهو خليط من الأعلاف الجافة ونوع معين من التربة. وتميزت طريقة البناء بعدم النمطية والترتيب، ولعل هذا ما يفسر وجود الأزقة المتعرجة، والمحلات الصغيرة بالسوق. "أبو سالم " أحد أقدم التجار في سوق الثميري، لا يزال متمسكا بالبيع في محله، ويشرح طريقة بناء السوق، إذ يؤكد أن البناء المتعرج للسوق أتى بسبب الحيلولة دون انتشار أشعة الشمس ونفوذها، مع اعتماد التجار آنذاك على بناء بيوتهم من طابقين، يسمى الدور الأول بالديوانية والدور الثاني يسمى "الروشنا" التي تضم نافدة واحدة ذات ثقوب تتسع لرؤية العين تسمى "طارمة" لكي يتمكن أهل البيت من مشاهدة طارق الباب. ويلفت أبو سالم إلى أن سوق الثميري يعد متخصصا في بيع الملبوسات الرجالية والعطور، إضافة إلى بيع الحلي والمجوهرات. ويقول "أبو سالم" إن التجار والساكنين بالرياض القديمة في اتجاها الشرقي، كانوا يخلطون اللبن والطين بالأعلاف الجافة لكي يتماسك البناء ولا يذوب عند نزول الأمطار. وصممت منطقة وسط الرياض التي يتواجد بها "سوق الثميري" بمحاذاة مركز الإمارة والأسواق القديمة عبر تدرج هرمي واضح، شأنها في ذلك شأن الخدمات العامة الأخرى. وعمدت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض حين تجديد المنطقة التجارية وسط الرياض بأن تكون عامل جذب لوسطها مع إكسابها الطابع التقليدي المتناغم مع الأصالة المحلية. وشددت الهيئة على توفير عدد لا بأس به من الأنشطة التجارية حول المنطقة القديمة في موقع واحد مع عدم إغفال الطابع المحلي في تصميم هذه الأسواق باستخدام الأساليب الحديثة في التشغيل والخدمات لهذه المراكز التجارية. وبنيت منطقة ساحة الحكم على 3 مراحل، بدأت بالواقعة على مساحة تزيد عن 180 ألف متر مربع، كما نفذ المشروع على 3 مراحل شملت مباني لإمارة الرياض والشرطة وأمانة الرياض، وشملت المرحلة الثانية تشييد مركز المعيقلية التجاري، انتهاء ببناء قصر الحكم وساحة العدل ومسجد الجامع الكبير والمركز الثقافي. ولعل اهتمام الدولة بالمعالم الحضارية والأثرية والمشروعات القديمة، يتجلى في تنفيذ أمانة الرياض بوابة شارع الثميري الواقعة شمال مقر أمانة الرياض مباشرة. وتعتبر البوابة أحد أهم المعالم الدالة على الاهتمام بالتراث العمراني القديم. وفي شهر رمضان المبارك يكثر أعداد المتسوقين لهذا السوق، إذ يتواجد تجار الملابس الرجالية الذين عادة ما يبيعون منتجاتهم على شكل "جملة"، لأن السوق يعد الرافد الأول للبضائع في الرياض.