أهم العوامل المشتركة للمدارس الناجحة هو حُسن اختيار قائد المدرسة الذي يُؤمن بسُمو الرسالة وعظم المسؤولية، مع إعطائه الحوافز والصلاحيات الكافية لقيادة المدرسة واستقطاب أفضل الكفاءات. قائد المدرسة الرائع هو من تبحث عنه في أروقة وبين فصول المدرسة. ومن أهم عوامل نجاح المدرسة أن يكون قائد المدرسة من المنطقة نفسها، أو من القرية نفسها أو الحي أو المركز أو الهجرة. عندما يكون كذلك يكون اهتمامه كبيراً، ووجوده في المدرسة لمدة أطول لكي يحقق أهدافه وأهداف وزارة التعليم. قائد المدرسة الرائع يركز على أمور كثيرة أهمها التربية والسلوك الحضاري وحب القراءة وبناء عقول وأجسام الصغار وتنمية الفكر الناقد والبحث عن المواهب لتنميتها. قائد المدرسة الرائع هو من يشعر بسعادة غامرة وهو يرى السعادة والفرح على وجوه الطلبة. قائد المدرسة الرائع هو من يزرع الثقة في نفوس الطلبة، وذلك بتعويدهم على توجيه الأسئلة للمعلمين أثناء الدروس دون خوف أو وجل. قائد المدرسة الرائع هو من يكون قائد لمدرسة حكومية، لكن معظم تمويلها يأتي من الأهالي، ولا يعتمد فقط على الميزانية التشغيلية التي تأتي من الحكومة أو من إيرادات المقصف المدرسي، بل يستطيع سنوياً عمل شركات مجتمعية ويصنع شركاء نجاح مع المجتمع المحلي والمحيط بالمدرسة. وحين أقارن بين الكثير من المدارس أجد أن المدارس الناجحة لديها قواسم مشتركة من أهمها: أولاً: أهم العوامل المشتركة للمدارس الناجحة هو حسن اختيار قائد المدرسة الذي يؤمن بسمو الرسالة وعظم المسؤولية، مع إعطائه الحوافز والصلاحيات الكافية لقيادة المدرسة واستقطاب أفضل الكفاءات، وإشراكه في اختيار المعلمين، وإبعاد غير الصالح منهم، القائد هو الأساس لنجاح أي منشأة، سواء أكانت وزارة أو جامعة أو مدرسة ابتدائية أو منشأة تجارية، فالقائد هو مصدر الإلهام وأساس الروح المعنوية العالية، وهو القدوة لبقية العاملين في مؤسسته. وفي رأيي أنه لتتقدم الجامعات والكليات والمدارس وبقية مؤسسات الدولة فلا بد من إيجاد نظام وطني لحسن اختيار القادة وتدريبهم ومتابعة مساراتهم المهنية وإعطائهم الحوافز على أن يتولى هذا البرنامج معهد الإدارة أو إحدى الجامعات المتخصصة، فلا شيء ينهض بالدولة ومؤسساتها كالقادة الأكفاء. ثانياً: مدارسنا بحاجة إلى قادة مدارس رائعين تجعل من الطالب محور العملية التعليمية، ويحث على ترسيخ المعلومة بإجراء التجارب، ولا شيء يزرع العادات الحسنة وينمي القيم كالعمل بالتجارب في المدرسة وتكرارها بشكل يومي، والإصرار عليها من قبل القيادة والمعلمين في كل مرافق المدرسة من فصول وساحات ومقصف ومسجد، ولنتذكر المثل القائل: لا نتعلم السباحة من كتاب. ثالثاً: من أهم دلائل نجاح المدرسة في مهمتها أن يحبها الطلبة ويتمنوا الذهاب إليها يومياً، وهذا الشيء يكون مع وجود قائد مدرسة رائع، فليس الهدف من المدرسة معاقبة الطالب بإعطائه المزيد من المواد ليحفظها، أو جعله مسمراً على كرسيه معظم الوقت، خاصة صغار السن وما جبلهم الله عليه من حب الحركة والمشاركة، بل إن المرح واللعب من أهم طرق التعليم الناجحة. أما الشدة والقسوة فتصلح لنظام الكتاتيب الذي تجاوزه الزمن. ولتحقيق هذا النجاح في أي مدرسة نحتاج إلى قائد مدرسة رائع وطموح. رابعاً: وجود قائد مدرسة رائع يستطيع تحويل المدرسة المحدودة بإمكاناتها إلى ما يشبه النادي ويثبت أن نجاح المدرسة ليس في كثرة الصرف عليها ولا حتى في جمال مبانيها، ولكن بوجود القيادة الواعية. وأخيراً متى ما توفر هذه الصفات والسمات والخصائص في قائد مدرسة رائع بتأكيد يستحق من وزارة التعليم أن تؤمّن له الجو المناسب، والمعامل المهمة والملاعب الرياضية والمكتبة التي تسهم في حب القراءة، وكل ما هو رائع بحجم روعة قائد المدرسة المخلص.