تلقت «الوطن» ردا من المؤلف محمد بن ناصر الياسر الأسمري حول تقرير نشرته في عددها الأسبوعي الصادر الجمعة 21 أغسطس 2020، وحمل عنوان «بطولات ترويها الذاكرة وتوثقها كتب التاريخ». وقال الأسمري في رده «التقرير الذي أعده الأستاذ يحيى كميت من جازان، أورد معلومات غير موثقة ولا صحيحة، وهي كما ورد في التقرير لابن كميت كالتالي: • كتب قائد عام القوات المصرية في فلسطين اللواء أركان حرب أحمد علي المواوي مذكرة محفوظة في (دار الوثائق المصرية) تشيد ببسالة الجيش السعودي ووقفة عناصره في المعركة وطالب بتكريمهم الخ. وهذه المذكرة موجودة بالنص في مذكرات اللواء سعيد الكردي التي نشرتها في كتابي الذي أشار إليه الأخ ابن كميت. • جاء في تقرير ابن كميت (أوردت مصادر رسمية أن عدد القوات النظامية المشاركة بالدفاع عن فلسطين بلغ 3200 فرد) وهذه المعلومة أيضا موجودة في مذكرات الكردي رحمه الله. بما أن العمل الذي قام به الأخ الفاضل يحيى كميت وصحيفة «الوطن» كان للتذكير بما قدمه السعوديون من التضحيات لتكون حية في أذهان كثيرين تدعمها الوثائق إلى آخر ما قال التقرير، لكن المؤلم في التقرير ما جاء من رواية، حيث أورد رواية من شخص قال إنه مهندس طائرات شغوف بحب التاريخ السعودي، وتحدث ذلك المهندس عن قصة وضابطين سعوديين نفذا مهمة إنقاذ مع 32 جنديا داخل معركة بيرون إسحاق، الأول سعد سرحان العتيبي والثاني غازي بن محمد الطائفي رحمهما الله، نقلا عن ابنيهما علي بن سعد بن سرحان وفراس بن غازي الطائفي، رويا القصة عن والديهما، وكل ما قال هذا المهندس الذي ليس له صلة فيما يبدو بالتاريخ والتوثيق لم يكن له أي نصيب من الصحة، بل هو افتراء وتشويه لسمعة أبطال معركة بيرون إسحاق الذين وثقت شهاداتهم في كتابي: ثم أورد المهندس عن معلومات غير صحيحة عن اقتحام مستعمرة بيرون إسحاق حيث قال: (وكان على إمرة إحدى فصائل الاقتحام الضابط غازي الطائفي، وكان صديقه الضابط سعد بن سرحان مساعدا لقائد سرية بقيادة محمود عبد الهادي فياض، ولا يمكنه المشاركة لحاجتهم إليه في مقر العمليات، لكنه طلب من الكردي المشاركة فوافق، لكن اشترط عليه نزع رتبته عند المشاركة كي لا يفرح العدو عند إصابته أو قتله بأنه أسر ضابطا أو قتله)، ولا يمكن أن يحصل هذا من أي قائد مثل سعيد الكردي. وغير هذا من الكذب من المهندس الحربي، ومن قص عليه القصة غير الحقيقية، وأنا علي صلة واتصال بالصديق العزيز فراس غازي الطائفي وشقيقته المتزوجة في عمان، وكذا مع المهندس سمير ابن اللواء محمود فياض، ورغم أن كتابي قد مضى على صدوره أكثر من 17 عاما ولم يسمع من أحد مثل ما جاء في التقرير ولا الروايات الكاذبة، ولقد شهد عدد من الضباط المشاركين في حرب فسطين 1948 وشاركوا في معركة بيرون إسحاق (أو معركة الفنطاس) أي خزان الماء، الذي كان إطلاق النار منه على القوات المحاصرة للمستعمرة - شهدوا بشهادات عن المعركة وهم: اللواء حسن مستور الزهراني رحمه الله، اللواء سليمان حمد الفريخ رحمه الله، العميد عبد الرحمن زايد العمري سلمه الله إن كان بقي حيا، والجندي عبدالله بن ظفير السرحاني رحمه الله، الذي وقع أسيرا لدى الإسرائيليين 18 شهرا، وفيها أي الشهادات لم يكن هناك أي ذكر عن الذين اقتحموا بيرون إسحاق سوى لبطلي الاقتحام غازي الطائفي ورشيد البلاع رحمها الله، ولم يكن للمرحوم سعد بن سرحان العتيبي أي دور أو مشاركة في أي معارك من المعارك التي دارت في فلسطين، رغم أنه كان يحمل رتبة وكيل قائد – رائد- ويمكن الرجوع لشهادات الأبطال الذين شاركوا في تلك المعركة. وأقدر لصديقي المهندس علي بن سرحان أو السرحان حبه لوالده وأنا مثله لوالدي الذي شارك في الحرب وأصيب وجرح في رفح وخان يونس وغيرها، لكن الحق أحق أن يتبع. أما المهندس فؤاد الحربي الشغوف المحب لتاريخنا الوطني فأقول له: إذا كان تزوير الحقائق هو حب للوطن فقد جانبك الصواب وأدعو لك بالهداية ولا يمنع هذا أنني سأقاضيك في التزوير في معلومات هي موثقة في كتابي. بقي أن أشير إلى مغالطات في التقرير سواء من معده يحيى بن كميت أو مهندس الطيران، فقد نشرت شريحة بأسماء شهداء الجيش السعودي في حرب فلسطين وهي في الواقع لشهداء من المتطوعين في الجهاد غير النظامي، أما قائمة شهداء الجيش السعودي فهي في كتابي. عرضت صور توثيق متعددة تصحح ما تجاوز به التقرير من مغالطات ونكران للحقائق «الوطن» توضح ورداً على الباحث الأستاذ الأسمري، توضح «الوطن» أنها أشارت إلى افتقار المكتبة إلى كتب توثق قصص الأبطال السعوديين في حرب فلسطين، وأن كتاب الجيش السعودي الذي كتبه الأسمري هو الوحيد الذي تناول قصصهم. لكنها مع ذلك تشير إلى أن مكتب «الوطن» في جازان كلف الزميل يحيى كميت بتاريخ 13 يونيو 2020 وعلى مدى شهرين و10 أيام على إعداد تقرير وثائقي استقصائي عن قصص أبطال سعوديين لم يتم التطرق لهم في حرب فلسطين، وتم التواصل مع المهندس فؤاد الحربي المهتم بالتاريخ السعودي حيث نقل بعض القصص عن طريق حسابه في تويتر، وبعد التواصل معه تم إعداد التقرير وقصة (مهمة إنقاذ 32 جنديا داخل مستعمرة بيرون إسحاق): الأول سعد بن سرحان العتيبي، والثاني غازي بن محمد الطائفي رحمهما الله، نقلاً عن المهندس فؤاد الحربي عن ابنيهما علي بن سعد بن سرحان، وفراس بن غازي الطائفي». كما وجدت وثائق في دار المحفوظات المصرية وأرشيف صحيفة «الأهرام» المصرية. وتمتلك «الوطن» مستندات تواصل المحرر مع المصادر المذكورة، وتؤكد: - كل ما تم ذكره في القصة لم يتطرق له كتاب الجيش السعودي وهو منقول عن أبناء الأبطال. -تمت الإشارة إلى المصادر في التقرير وفيما يتعلق بالصور فهي موجودة في الإنترنت ومفتوحة المصدر، كما تم تزويدنا بها من مصدر الخبر. تمت الإشارة إلى كتاب الجيش السعودي في حرب فلسطين والكاتب محمد الأسمري وأنه من الكتب الوحيدة التي تطرقت لذلك. يعد هذا التقرير الاستقصائي حصري وحقوقه محفوظة ل«الوطن» ومعلوماته التي ذكرت عن مصادر موثوقة عن أبناء الأبطال.