عنوان مقال اليوم اُستهلك لسنوات بين صاحب مصلحة وآخر صاحب رأي، وذلك لوجود تقاطعات في المصالح المشتركة من إغلاق المحلات التجارية عند الساعة التاسعة مساءً من اجتماعية، وأمنية واقتصادية وغيرها. دفعني لكتابة هذا المقال تساؤلات في أحد الأيام أثناء ممارسة رياضة المشي في فترة الحجر المنزلي خلال أزمة كورونا، خصوصا مع ما قدمته الجهات المعنية من جهود لتسهيل ممارسة الرياضة أثناء فترة الحظر الكلي داخل نطاقك السكني. أثارت تلك التساؤلات الفرق الشاسع بين أجواء المشي قبل وبعد الأزمة، فأثناء المشي عن طريق تصريح ممارسة داخل الحي تشعر بسكون تام في مدينة الرياض تختفي معه أصوات الضوضاء والسيارات في الشوارع. جمعت هذه التساؤلات في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بصيغة التصويت نصّت على «بعد العودة للحياة الطبيعية من جديد»، هل أنت مع إغلاق المحلات التجارية الساعة 9 مساءً.. بمعنى آخر، هل ترى أن إيجابياته أكثر من سلبياته؟ اقتصاديا، أمنياً، وكذلك اجتماعياً؟.. اترك تعليقا، فكانت 61 % من الإجابات تشير إلى إغلاقها بينما كانت 39 % من الإجابات ترغب في عدم ذلك، في تصويت شارك فيه أكثر من 10 آلاف بين مؤيد ومعارض. يبدو أن طرح هذا التساؤل في فصل الصيف أثر في غالب الإجابات ب«لا» مبررين ذلك بحرارة الجو خصوصا في بعض المدن السعودية التي يكون الجو حارا فيها صيفاً، بينما برر آخرون إجاباتهم بالأضرار الاقتصادية للإغلاق المبكر وعدم وجود الوقت الكافي للتبضع، وتزاحم الناس خصوصا في الفترة بعد انتهاء ساعات العمل بالقطاع الخاص. هناك نسبة من الردود كانت تؤيد تطبيق القرار بشكل انتقائي أو جزئي، بحيث يستثنى من الإغلاق السوبر ماركت والصيدليات والمطاعم، فيما يطبق القرار على محلات الكماليات والحلاقة والتجميل وغيرها، أو أن يكون القرار مرناً بحيث يطبق في مدينة ولا يطبق في أخرى. فيما كان أكثر من نصف المشاركين في التصويت مؤيدين للقرار، لما له من أثر في سعودة القطاع الخاص، وتقليص سيطرة العمالة الأجنبية على سوق التجزئة، وهذا ما يدعم أهداف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، كذلك البعد الاجتماعي وتهذيب سلوك المجتمع في النوم والاستيقاظ المبكر، وكذلك وجود وقت للجلوس والقرب من العائلة، وهذا ما يناسب الموظف أو الموظفة السعودية، وكثير من الآراء كانت تؤيد ما أشعر به من هدوء وتقليص للتلوث البيئي والصوتي! في جو المدينة. من رأيي أن دراسة مثل هذا القرار بشكل عام وشامل ستكون إيجابياته تغلب على سلبياته، بحيث يكون مرناً يكون تطبيقه على حسب المنطقة، بحسب ظروفها المناخية والاقتصادية والاجتماعية.