أثار فوز الرئيس الإخواني محمد مرسي برئاسة مصر قلقاً كبيراً في إسرائيل عبَّرت عنه وسائل الإعلام العبرية بالإشارة إلى تنامي المخاوف على مستقبل العلاقة بين الدولتين المرتبطتين بمعاهدة سلام منذ العام 1979. وفي هذا الإطار جاءت افتتاحية صحيفة "يديعوت احرونوت" يوم الأمس بعنوان "ظلام في مصر"، ملمِّحة إلى المعاناة التي ستكتنف العلاقات مستقبلاً. وأضافت الصحيفة أن حدوث تغيرات حقيقية فيما يتعلق بعلاقة تل أبيب بالقاهرة مرهون بشكلٍ كبير بالمساعدات الأميركية حتى لا تتحول مصر إلى "بلدٍ معادٍ يهدِّد الحدود مع إسرائيل". أما صحيفة "معاريف" فقد قالت في افتتاحيتها "المخاوف أصبحت حقيقة فالإخوان باتوا على رأس السلطة في مصر، ومعاهدة السلام باتت في خطر". بالمقابل احتفلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بفوز مرسي، وجاب أنصارها شوارع قطاع غزة أمس محتفلين بهذا الفوز، كما وزَّعوا الحلوى وأطلقوا الأعيرة النارية. وتأمل حماس من الرئيس الجديد حدوث المزيد من التقارب والحصول على دعم في معركة المقاومة ضد إسرائيل والمزيد من فتح الحدود مع مصر، وانتهاء سياسات الضغط التي نفَّذها النظام المصري السابق بما فيها تشديد الحصار والخناق على القطاع لدفع حماس للقبول باشتراطات مصرية محدَّدة. وقال القيادي في الحركة محمود الزهار "الخاسر في هذه المعركة هو إسرائيل وحلفاؤها في المنطقة". وبينما يستبعد بعض المحلِّلين استعادة مصر لدورها الذي لعبته بقوة إبان حكم مبارك في الوساطة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فإن الأنظار تتجه إلى دور أكبر للقاهرة في المصالحة الفلسطينية وموضوع غزة. ومع أن إسرائيل غير سعيدة بالطبع بنتيجة الانتخابات، إلا أنها لا تريد إفساد العلاقة مع الرئيس الجديد. لذلك كان رد فعل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو شديد الحذر، حيث لم يهنئ مرسي ولكنه أعرب في الوقت ذاته عن رغبته في استمرار التعاون بين البلدين. وكان مرسي قد سعى لطمأنة العالم في أول خطاب ألقاه مساء أمس الأول عندما قال "سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية مع العالم كله. فقد جئنا برسالة سلام"، إلا أنه أشار في لقاء صحفي قبيل فوزه إلى إمكانية إعادة النظر في معاهدة كامب ديفيد عندما قال "سنقوم بالنظر في الاتفاقية، ولكن عن طريق مؤسسات الدولة والحكومة لأنني لن أتخذ قرارات منفردة".