وفاء آل منصور أحياناً تختلط في داخلنا مشاعر خيبة أمل قاتلة فتحطم مجاديف تفاؤلنا وإصرارنا اللذين اعتدنا أن يلازمانا ليزيحا عنا لجة الأمواج وغضبها.. لنجد أنفسنا بلا مرسى ولا حتى حلم، فنزداد حنقاً وغيظاً على أصحاب الكذب والوعود المزيفة، أولئك الذين وهبناهم ثقتنا ليساعدونا ويحفزونا.. لكنهم في آخر الأمر لم يزودونا إلا بالألم بدلاً من الأمل المنتظر منهم.. كثيرون الذين شعروا بخيبة أمل حارقة أضرمت النار في صدورهم، فحطمت مستقبلهم وطموحاتهم، وسحبت حماسهم المستمر لتبدله بالتكاسل وعدم الاكتراث. هذا ما نراه في واقعنا اليوم حقوق تسلب وتغتصب أمام أعيننا.. كم من شخص طموح اندثرت أتعابه أدراج الرياح سواء في مجال الاختراع أو الابتكار ليسقطوا حقوق ابتكاراتهم العبقرية لتبقى في دواليب الزمن المنسية، وكذلك الضياع وعدم الاهتمام باللوحات التشكيلية لبعض الفنانين الموهوبين، فتختفي دون سابق إنذار ودون احتضان أعمالهم في معارض كبرى كما هو الحال بدول الغرب، لتبقى الأعذار الواهية سبيلهم للخلاص من ألسنة الصحافة والمجتمع.. عدا هذا، الخيبة الكبرى للخريجين والخريجات بدرجات عالية، فلا وظائف كافية تضمن لهم رغد العيش أسوة بغيرهم، فتجتاحهم خيبة أمل لعدم توفير الوظائف التي تناسب مستواهم التعليمي.. لتتعدد خيبات الأمل في مجتمعنا ليكون تأثيرها السام على أفراده؛ فتحتضر العقول عن الإبداع، وتسأم النفوس من العطاء، ويستقيل الطموح عن متابعة أهدافه، كل هذا بسبب قلة التحفيز والتشجيع، فيتناقص جهد الأفراد وتهمل أعمالهم بسبب خيبة الأمل وعدم إنعاش هذه المواهب بأكسجين الدعم المعنوي والمادي قبل اندثارها. لذا فعلينا أن نأخد بأيديهم ولنجعل هذه الفئة الناجحة الموهوبة تغرد خارج السرب دون أسوار شائكة، ليحلقوا بعيداً في مساحات السماء الشاسعة كي يصنعوا مستقبلاً زاهراً لهذا البلد الحبيب.