كلما جاء وزراء جدد ألقى الكتاب الصحفيون أو بعضهم آمالهم وأمانيهم بين أيديهم وتوقعوا أن يقوم الوزراء الجدد بما لم تستطعه الأوائل «فإذا مرت شهور أو أعوام، ولم يحصل شيء مما توقعه الكتاب الصحفيون من إنجازات خارقة أو باهرة، أخذوا ينعون إلى أنفسهم ما توقعوه من آمال وأمان، وربما أخلدوا إلى الصمت من شدة اليأس فإذا حصل تغيير آخر في المناصب الوزارية أعادوا الكرة مرة أخرى وطرحوا تلك الآمال والأماني وهكذا يتكرر الأمر مع كل تغيير يحصل في منصب وزير، ثم لا يحصل شيء أو كثير مما يتمنون تحقيقه على يد الوزير الجديد، وقد راقبت شخصيا مثل هذه المطالبات على مدى أربعة عقود وربما شاركت في زف البشائر بقرب تحقيق الطموحات والآمال على يد الوزير الجديد أو الوزراء الجدد، فكان من نتائج المراقبة والمتابعة أن التغيير الحاصل في سلوك وعطاء الوزارات ضعيف أو طفيف لا يرقى إلى مستوى الطموحات الكبيرة والآمال العظيمة. وأرى أن من الأسباب المؤدية إلى عدم حصول التوقعات وتحقيق الأمنيات كون المطالبين بها يحملون الوزير الجديد ما لا طاقة له به من مهام وأثقال كأن يطالب وزير معين للتجارة بكبح أسعار مواد غذائية واردة من الخارج بأسعار مرتفعة مقابل الريال، إما بسبب انخفاض سعر الدولار أمام عملات الدول المنتجة لتلك السلع وإما لقيام تلك الدول برفع أسعار منتجاتها بعد زيادة في الطلب وقلة في العرض والإنتاج، فإن لم يستطع وزير التجارة كبح تلك الأسعار خيب الآمال ونالت الألسنة والأقلام من وزارته وأنها وزارة منحازة إلى التجار ضد المواطنين الأبرار! كما يحصل عدم فهم لحقيقة وواقع ومهام وزارة عين بها وزير جديد كأن يطالب كاتب أو كتاب وزير الخدمة المدنية بتوفير وظائف لتعيين جميع المتخرجين والمتخرجات من الجامعات والمعاهد، بل وحاملي الثانوية فما دونها ظنا من المطالبين أن توفير الوظائف من مهام وزارة الخدمة المدنية، فإن لم تفعل وصفت بالخيبة والخسران المبين، مع أن واقع الحال هو أن الوزارة تبلغ بالوظائف المعتمدة في كل ميزانية لكل وزارة ومصلحة حكومية وبالشواغر الموجودة لدى الجهات الحكومية لتقوم بدور المفاضلة في الترقية والتعيين بين المتقدمين على تلك الوظائف، وحسبها أن تحقق العدالة بينهم جميعا، أما أن تطالب الوزارة بتوفير الوظائف فهذا ليس من عملها لأن كل وزارة ترفع عما تحتاجه من وظائف جديدة وتنتظر اعتماد تلك الوظائف، ثم تنسق مع وزارة الخدمة المدنية في التعيين عليها عن طريق المفاضلة فإن جاء من يحمل هذه الوزارة مسؤولية توفير الوظائف فإنه مجرد حاطب ليل وقس على ذلك بقية المطالبات المصاحبة لتعيين وزراء جدد التي تذهب أدراج الرياح لأن الخلل هيكلي فأرح نفسك يا أبا علي!! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة