المكان الذي كنا نتحرك فيه السنوات الماضية نحن خريجو اللغة العربية الجامعيين لم نراوحه بعد ، حتى مع استبشارنا بالقرارات الملكية والموافقة على الخطة التفصيلية واستحداث 52 ألف وظيفة للبنين والبنات . فبعد إطلالة التعيينات الأخيرة من قبل وزارة الخدمة المدنية وعدم دمج الوظائف الخاصة بالقرارات الملكية ضمن الاحتياج أو حتى الإعلان عن موعد محدد لصدورها من قبل وزارة التربية أصيب الجميع بخيبة أمل كبيرة تضاف إلى خيبات الأمل المتتالية على مدى السبع السنوات الماضية ولكن هذه المرة كان وقعها أشد وأنكى من أي مرة ماضية. شعور لا يدركه المسؤول عن عدم الإسراع في تنفيذ الأوامر الملكية ؛ فليس من السهل أن تجعل الآلاف من العاطلين منهم من عانى البطالة لمدة خمس وست وسبع وثماني سنوات وتجرع الفاقة والألم أن يسيطروا على تصرفاتهم والانتظار لسنة جديدة أو حتى الصبر لشهر أو شهرين ، ربما القليل منهم يستطيع ذلك ؛ لكن الكثير قد بلغ به الاحتقان حداً بعيداً وهذا الواقع الحقيقي لمن كان له قلب أو ألق السمع وهو شهيد. وما لمسته من خلال الاحتكاك بالكثير من الزملاء في تجمع خريجي اللغة العربية كان والله أقسى من أي فترة سابقة فبعضهم انتقل من مرحلة التّعلق بالأمل إلى مرحلة اليأس، والبعض الآخر أصيب بتأزم شديد في الاستقرار الداخلي خاصة أن هذه الطبقة تمثل عدداً ليس بالقليل من العاطلين الذين تعدى انتظارهم خمس سنوات والله المستعان. حقيقة لا أجد التعبير المناسب لها فالقلب فيه مافيه من الألم ولكن أقول: إن الحل قد وضعه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وصاغ حروفه وكلماته بكل إتقان ولم يتبق سوى التنفيذ الذي هو حق المواطن وتقصير المسؤول في الإسراع فيه سلبٌ للحقوق.