أجمع قادة قطاعات أمنية بمنطقة مكةالمكرمة على أن الأمير نايف كان بمثابة "المعلم"، الذي استقوا منه دروسا في التعاطي مع القضايا الأمنية، والتجاوز عن زلات وعثرات المخطئين. وقال مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي إننا "فجعنا بوفاة رجل الأمن نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، فهو الرجل الذي يعتبره كل الأمنيون بهذه البلاد معلمهم الأول، ونسأل الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته وأن يغفر له". وأوضح مدير الدفاع المدني بجدة اللواء عبدالله بن حسن جداوي ل"الوطن" أن الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله، كان يتابع الأحداث التي تحدث في منطقة مكةالمكرمة بشكل خاص والمملكة بشكل عام، أولا بأول ويصدر توجيهاته المباشرة، مشيرا إلى أنه واجه ذلك عدة مرات خلال أعمال سيول جدة الأولى والثانية وخلال قيادته لمشعر عرفات، حيث كان الأمير نايف يعطيه في هذه المواقف التوجيه المباشر والمناسب ولا ينتظر التدرج الإداري بل يوجه المسؤول مباشرة بما يتطلبه الوضع. وأكد ل"الوطن" أن فقدان الأمير نايف عظيم والمصاب جلل غير أنه -رحمه الله- وضع خطط عمل ليست فقط للوقت الحالي بل تمتد إلى الأجيال المقبلة حيث إنه كان صاحب نظرة ثاقبة طويلة الأمد. وبين أنه خلال اللقاءات مع الأمير نايف كان يتلقى منه أسئلة مباشرة عن أحداث ومواقع يصعب على الشخص العادي معرفتها وكان يعطي توجيهاته المباشرة التي ساهمت في حل الكثير من الأزمات خلال أعمال الحج والسيول. وشدد على أن الأمير نايف رجل أمن من الطراز الأول على مستوى العالم؛ مستدلا بذلك بأعماله وخططه في مكافحة الإرهاب والتي أصبحت تعتمد على مستوى العالم أجمع، حيث يقل أن يوجد مثله في الزمان. وعن الحديث المباشر الذي دار بينه وبين الأمير نايف، قال "كانت تجربة شخصية لي معه خلال سيول جدة وكان يسألني عن مواقع الأمطار والسيول ويسأل عن بعض الأماكن التي لا يعرفها إلا سكان المنطقة ويسأل عن حجم الأضرار وخصوصا في شرق جدة في أماكن من الممكن أن نكون غافلين عنها وكان يوجهنا مباشرة لمعالجة الأزمات الناتجة فورا". وأضاف: أعطاني توجيهات مباشرة في كيفية إدارة الحدث ومعالجة الكارثة وأخذتها كخارطة عمل وكان لها دور كبير في سرعة معالجة الأوضاع وإعانة الناس وتأمين الإعاشة لهم وتذليل العقبات والصعوبات التي كانت تواجهنا خلال العمل لحظة بلحظة.