أنهى فريق عمل مسرحية "المحطة لا تغادر" بروفاته، ومن المقرر عرضها غدا في مسرح فهد ردة الحارثي بالطائف. ويأتي هذا العمل رابعا بعد ثلاث مسرحيات قدمتها ورشة المسرح بفرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف هذا العام، وهي: "عصف" و"يا ورد مين يشتريك" و"صمت المكانس". وتبرز في مسرحية "المحطة لا تغادر" عودة المخرج المسرحي أحمد الأحمري بعد توقف دام ثلاثة أعوام. وهي من تمثيل نجمي المسرح سامي ومساعد الزهراني وفي السينوجراف جميل عسيري، والمؤثرات الصوتية حسين سوادي والديكور صديق حسن، وإدارة المسرح إبراهيم عسيري. وحول فكرة العمل، قال مؤلف المسرحية فهد ردة الحارثي إنها تدور حول محطات القطارات - محطات الإنسان - شخصان عالقان في محطة تمر قطارات الليل والنهار وهما في المحطة يتبادلان صخب الكلام بينما القطارات لا تنتظر أحدا. وأضاف كاتب المسرحية فهد الحارثي: أن فكرة مسرحية "المحطة لا تغادر" تدور حول محطات الحياة والأفراد والمجتمعات التي لا تتحرك فتبقى ساكنة في المحطات دون أن تتحرك لتجاري لحظتها ووقتها. وأشار الحارثي إلى أن المسرحية ستشارك في فعاليات ملتقى مسرح الديودراما في أبها، وستشارك أيضا في مهرجان مسرحي بالمغرب. وتمتد تجربة المخرج المسرحي أحمد الأحمري في الإخراج المسرحي إلى ما يقارب 20 عاما، بداية من تكوينات مسرح الحي، مرورا بالمسرح المدرسي، ثم مسرح نادي عكاظ، ثم حفلات التنشيط السياحي بالطائف، وأخيرا جمعية الثقافة والفنون، حيث ساهم في تكوين الورشة المسرحية فيها، كما ساهم في تأسيس فرقة مسرح الطائف. وعن تجربته مع المؤلف المسرحي فهد الحارثي فقد وصفها الأحمري بالمزدحمة بالمنجزات والمشاريع والعروض المشتركة، وقال "إن هناك أصدقاء رائعين ساهموا بجهد جماعي في تكوين الورشة المسرحية وفي انتقالها لصيغة المختبر المسرحي فنتج عن ذلك عدد كبير من الأعمال المسرحية للطفل وللكبار وورش ودورات ومعارض مسرحية وندوات ومحاضرات مضيفا أن تجربته وتجربة فهد تمثل كل منهما الآخر حيث عملا معا منذ ربع قرن يعملان ويخططان وينفذان وينجحان ويمارسان طقسا مسرحيا له نفس التطلعات والأهداف". وأكد الأحمري أنه لم ينقطع عن المسرح يوما، لكنه كان متفاعلا معهم يعمل ويعمل وتوقفت لفترة عن التمثيل والإخراج فقط لأني كنت بحاجة للتأمل والقراءة ومشاهدة الحالة المسرحية وإعادة الدورة الدموية الإبداعية لتكوينها الذي تنطلق منه، لكني كنت معهم ومع التجربة المسرحية قدمت العديد من الدورات وورش العمل وعكفت قليلا على كتاب لذكرياتي وتجربتي في المسرح وعملت مع الزملاء في كل ما يطلب مني مضيفا أنه مع المسرح وللمسرح ولن يتوقف عنه إلا عندما يشعر بأنه لم يعد لديه جديد يضيفه. من أجواء المسرحية الممثل: تدثرت بي وغفوت، صحوت في الليل أكثر من مرة على صوت نباح كلاب ضالة، رقبتي كانت تؤلمني، وقلبي يرتجف من البرد، نمت مرة أخرى، حلمت بصوت القطار يأتي من بعيد ليصطدم بي أفقت مرات عديدة، عندما فتحت عيني كان صوت قطار الفجر يقترب، صافحت الشمس جسدي فانتفضت، كيف كانت رحلة الفجر. الحارس: وجوه البشر التي ركبت قطار الفجر كانت يكسوها ملامح التعب، القطار توقف نزل منه قلة، ركب به من كان بالانتظار، عبر القطار المحطة، عادت المحطة خاوية، لكن وجهك اصطدم بي دون موعد، تبدو ملامحك قاسية، صلبة، لكنك تبتسم. الممثل: ذلك لأني سمعت صوتها مرة أخرى لكن هذه المرة دون حقيبة، صوتها كان يطير في الهواء المتدفق، طاردت صوتها، ركضت في جنبات المحطة، اختفى صوتها في منطقة ما، عاد يبحث في الصمت عنها، كنت أصرخ باسمها، لا مجيب، كنت متأكدا أنها في المحطة وأنها دست صوتها داخل حقيبتها, أنا الآن وحيداً بين رصفين بينما صوتها يأتي ويغيب...