أحكم الجيش اليمني المدعوم باللجان الشعبية قبضته على محافظة أبين، جنوبي البلاد، بعد تمكنه من طرد عناصر تنظيم القاعدة من المناطق التي تقع تحت سيطرته، خاصة مدينتي جعار وزنجبار، في إطار عملية أسماها "السيوف الذهبية". ومع بزوغ فجر أمس وصلت طلائع الجيش وأفراد اللجان الشعبية، المشكلة من رجال القبائل، مدينة جعار فيما كانت عناصر جماعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة تفر من المدينة تاركة "الإمارة" التي أعلنوها في مارس من العام الماضي، ووزعت منشورات تعتذر فيها لأهالي المدينة عما سببته لهم طوال بقائها في المدينة، معتبرة خروج أعضائها يأتي في إطار "حقن الدماء". وفسر مراقبون هذا الموقف بأنه محاولة لحفظ ماء الوجه. ونتيجة للضربات الموجعة التي وجهتها قوات الجيش والقبائل للقاعدة، فرت عناصرها إلى مدينة شقرة الساحلية، متخذة إياها منطلقاً للفرار عبر البحر العربي، الذي كان منفذاً لدخولهم إلى اليمن من الصومال وغيره، إلا أن البحرية أغرقت عشرة قوارب كانت تقل العشرات منهم، بينهم أجانب. وبعد ساعات قليلة من تحرير جعار دخلت القوات الحكومية مدينة زنجبار، وسيطرت على المجمع الحكومي، الذي كان مركزاً لحكم القاعدة. وأعلن مصدر عسكري عن سيطرة الجيش على جبل فرعون الاستراتيجي المطل على مدينة جعار عقب معارك عنيفة أدت لمقتل عشرات من التنظيم، مشيراً إلى مقتل 33 منهم، فيما قتل عشرة جنود. ونفذ الجيش الهجوم على جعار من ثلاثة اتجاهات، كما شارك في المواجهات الطيران الذي استهدف العديد من المواقع التي تتحصن فيها عناصر التنظيم بالمناطق المحيطة بمدينة جعار. كما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش التي تقدمت صوب شقرة ومسلحي القاعدة، تركزت في منطقتي الكسارة والخُضْر المراقشة على مشارف شقرة، حيث استخدمت جميع أنواع الأسلحة، فيما شن الطيران الحربي غارات على مواقع المسلحين في المنطقة أجبرتهم على الفرار منها. إلى ذلك، نفى محافظ أبين جمال العاقل وجود أية معلومات حول نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي، الذي تم خطفه قبل أكثر من شهرين من قبل مقاتلي "أنصار الشريعة" واحتجازه بمخبأ في جعار. وقال ل"الوطن" إنه لم تتوفر معلومات حول مكان تواجد الخالدي، وإن السلطات المحلية ستكثف من عمليات بحثها عنه بعد أن أصبحت مناطق أبين خاضعة لسلطات للجيش. وكانت مصادر في أبين أكدت أن الجيش فتش العديد من المواقع التي يحتمل أن يكون الخالدي موجودا فيها، إلا أنه لم يتم العثور عليه، مرجحة أن يكون تنظيم القاعدة تمكن من تهريبه إلى منطقة خارج أبين، مرجحة أن تكون في محافظة شبوة أو مأرب، شرقي البلاد. من جهة أخرى، أصدر مجلس الأمن أمس بالإجماع القرار 2051، هدد فيه بفرض عقوبات على المجموعات المسلحة التي تشكل خطرا على الانتقال السياسي باليمن. وطالب المجلس بوقف الهجمات والتدخلات في جهود الحكومة الرامية إلى تعيين مسؤولين جدد على رأس القوات المسلحة. واعتبر دبلوماسيون أن القرار يستهدف مباشرة عائلة وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، حتى لو لم يذكرهم بالاسم.