أبدى العديد من مزارعي محافظة الأحساء مخاوفهم من الأضرار المتوقعة لمحاصيلهم الزراعية خاصة محصول التمور جراء ما تشهده المنطقة من موجات غبار متكررة محملة بالآفات الضارة منها آفة «حلم الغبار»، مشيرين إلى أن محصول التمور يعد من أهم مصادر الرزق التي يعتمدون عليها طوال العام. وتوقع مزارعون أن تتسبب الرياح الترابية في ضعف الإنتاج وتقليل جودة المحصول، وبالتالي انخفاض سعره كما حدث الموسم الماضي وتكبيدهم خسائر مالية فادحة، منوهين الى قيام بعضهم اتخاذ تدابير احترازية مثل وضع «مصدات» تفاديا لتلف المحاصيل. وأشار حسن عطية إلى أن المحافظة تشهد حالة من التقلبات الجوية، مبينا أن الرياح المحملة بالغبار والأتربة لم تشهدها المحافظة منذ سنوات وهي متواصلة بشكل يهدد محاصيلنا خاصة التمور ، ولفت الى تأثر العديد من المزارع بهذه الأجواء التي تعد من أخطر مراحل نمو ثمر النخيل. وأشار إبراهيم الدويني الى تعرض مزرعته العام الماضي لأضرار كبيرة بسبب إصابة أشجار النخيل بمزرعته بآفة «حلم الغبار» التي حملتها الأجواء الترابية والغبار ، منوها الى ان الطقس هذه الفترة التي تعد مهمة لنمو التمور وعودة آفة «حلم الغبار» هذا الموسم ينذر بتدمير عدد كبير جدا من أشجار النخيل، وبالتالي ضعف المحصول وتكبد المزارعين خسائر مالية فادحة للعام الثاني علي التوالي، وأشار الدويني إلى أن آفة «حلم الغبار» تشبه خيوط العنكبوت، حيث تلتف حول الثمار ومن ثم تبدأ عزل الثمر وهو ما تسبب في إتلافه وتدميره وسقوط الثمر قبل اكتمال نموه، لافتا الى أنه اضطر مثل غيره من المزارعين الى قص «العذق» كاملاً حتى يمنع انتشار الاصابة بين باقي محصول النخيل. وأشار «أبو عبد الله» إلى اتخاذ بعض الاحتياطيات لحماية محصوله ووضع مصدات بديلة لحماية المحاصيل الزراعية من الرياح المحملة بالغبار ورش أشجار النخيل بالمبيدات الخاصة لمنع انتشار آفة «حلم الغبار».
شح الأمطار والرياح المحملة بالتراب أتلفت المحصول قبل نموه توقع مزارعون أن تتسبب الرياح الترابية في ضعف الإنتاج وتقليل جودة المحصول، وبالتالي انخفاض سعره كما حدث في الموسم الماضي وتكبيدهم خسائر مالية فادحة، منوهين الى قيام بعضهم باتخاذ تدابير احترازية مثل وضع «مصدات» تفاديا لتلف المحاصيل. وعلق العامل الزراعي «محمد» على حالة الطقس والرياح المحملة بالغبار بأنه منذ سنوات طويلة لم يشاهد الموجات المتلاحقة من الغبار والأتربة، مؤكدا أن الفترة الأخيرة تغير لون ثمار النخيل من الرطب «البسر» وتحول إلى البني ، وبالتالي تصبح ضعيفة وخشنة ولا تصلح للأكل. وتوقع حسن حجي أن يقل انتاج الموسم من التمور عن السنوات الماضية وهو ما قد يتسبب في رفع الأسعار بسبب موجات الغبار المتلاحقة، لافتا الى أن شح المياه التدريجي الذي تشهده المحافظة تسبب في تحول العديد من المزارعين عن زراعة النخيل واستبداله بمحاصيل موسمية. وأكد مختصون أن السبب الرئيس في انتشار «حلم الغبار» يعود إلى حالة الطقس بالمنطقة وموجات الغبار والأتربة المتلاحقة، بالإضافة إلى إهمال مزارعين مزارعهم وعدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتصدي لتلك الظاهرة واتباع البرامج الوقائية التي تقدم من قبل الجهات المختصة للمزارعين وعدم اتباع الإرشادات الوقائية التي منها تغطية «عذق» النخلة بالوقائي الذي يحميها من وصول حلم الغبار ورشها بالمبيدات الخاصة «الاكاروسية» حماية للمحصول. ويؤكد مساعد مدير مركز التميز البحثي للنخيل بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور صالح التركي أن المركز يقدم برامجه للمزارعين ويقوم بعمل الدراسات وإجراء البحوث الخاصة بمواجهة آفات النخيل خاصة «حلم الغبار»، موضحا أن مميزات جنس «حلم الغبار» وجود زوجين من الشعيرات الوسائدية على هيئة مخلب ينتهي بشعيرات ويمر بعدة أطوار ويبدأ بالبيضة، ثم مرحلة اليرقة ثم الحورية، وتبدأ دورة الحياة بظهور العنكبوت على «عذق» النخلة في أواخر شهر يونيو (حزيران) أو أوائل تموز (يوليو ) ويستمر وجوده وتكاثره حتى موسم حصاد التمور ولا يظهر ضرره إلا بعد اكتمال أنسجة العنكبوت مكونة شبكة حريرية حول الثمار ثم حول الشماريخ التي تظهر بيضاء أو سمنية اللون، ثم يتغير لونها بعد ذلك إلى اللون الأسمر المغبر ويسمى «حلم الغبار» وان العنكبوت يتكاثر خلال فترة قصيرة ويتسبب في خسائر كبيرة خلال فترة الرطب والتمر. من جانبه قال مدير الإدارة العامة للزراعة بالأحساء المهندس صالح بن ناصر الحميدي : إن ما حدث من موجة غبار محملة بالأتربة في هذه الفترة جاء نتيجة قلة الأمطار الموسمية وارتفاع في درجة الحرارة والتصحر الذي يحدث نتيجة نقص الغطاء النباتي في التربة ومن آثار هذه الموجة تأثر القطاع الزراعي والحاق الضرر بالمحاصيل الزراعية بالمحافظة وان أكثر المحاصيل المتضررة النخيل، حيث تساعد هذه الرياح في إصابة ثمار النخيل بآفة تسمى حلم الغبار وتسبب جفاف الثمر وبالتالي حدوث نقص في المحصول وضعف في جودته وانخفاض قيمته التسويقية. وأضاف قائلا: من المحاصيل التي قد تتضرر من هذه الموجة بصفة عامة محاصيل الخضار المكشوفة مثل الباذنجان، والباميا، والقرع، والطماطم، والخضراوات الورقية بأنواعها، حيث تسبب هذه الرياح جفاف وموت هذه الخضراوات. كما تساعد على انتشار الآفات الحشرية والأمراض النباتية ونتيجة لهذه الإصابات تحدث قلة في الإنتاج للمحاصيل، وبالتالي في القيمة التسويقية لهذه المنتجات. وحول كيفية التعامل مع الرياح عند هبوبها قال المهندس الحميدي : على المزارعين عدم رش محاصيلهم بالمبيدات وسروح النخل في المزارع أثناء هبوب الرياح، داعيا إياهم الى عمل مصدات للرياح حول مزارعهم للحد من تأثير حركة الرياح ورش المحاصيل المتضررة بالماء ثم معاملتها بالمبيد الوقائي. ويمكن الاتصال على قسم الإرشاد الزراعي بالمديرية للإجابة عن استفسار المزارعين عبر الهاتف رقم 5870022 تحويلة 110.