الفستان الأبيض.. رمز الفرحة والسرور وحلم ليلة العمر لكل الفتيات، فمنذ أن ارتدته الملكة فيكتوريا في قصر بكنجهام عام 1840 كأول عروس ترتدي الفستان الأبيض في التاريخ، تحول رمزا لفرحة الفتاة. وبات حلما يصعب على أي فتاة منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا تخيل زفافها إلى عش الزوجية بدونه. وتضع العديد من النساء فستان زفافها في مكانة خاصة لديها، فتحتفظ به بطريقة خاصة وفي مكان بعيد عن الأيادي العابثة، حتى بات البعض منهن يورثنه إلى بناتهن. ومع بدء ارتفاع أسعار كافة السلع والتي طالت أيضا فساتين الزفاف، ومع تزايد متطلبات الحياة وزيادة أعباء الحياة على كاهل العريس ووالد العروس، بدأ تمسك العديد من الفتيات بضرورة امتلاك فستان زفاف قيم والاحتفاظ به كنوع من التذكار لليلة العمر يتراجع، فالضغوط الاقتصادية لم تعد تترك الخيار لعروس اليوم لتمارس رومانسياتها مع فستان الزفاف بالشكل الذي حلمت به لسنوات طويلة. وفي محاولة للتصدي للارتفاع المبالغ فيه لأسعار فساتين الزفاف، ظهرت أخيرا محلات تأجير فساتين الزفاف، والتي لاقت رواجا كبيرا بين الفتيات بعد أن قدمت حلا وسطا لهن بتحقيق أحلامهن في ارتداء فستان زفاف قيم لقضاء ليلة الزفاف كملكة متوجة وسط زميلاتها، مع عدم إرهاق ميزانيتها بالأسعار المبالغ فيها للفساتين إذا ماقررت شراء واحد واقتنائه بصفة دائمة. ومع دخول فصل الصيف وبدء موسم الإجازات والزيجات، تبرز سوق موازيه لمحلات بيع فساتين الزفاف، ويكون سعر الإيجار ليلة واحدة مابين 2000 إلى 3000 يال ويؤكد مالك أحد صالات عرض فساتين الزفاف ويدعى أبو جلال أن السوق انخفضت نسبة زواره بشكل ملموس مقارنة بالسابق بعد ارتفاع أسعار الفساتين من المصدر. وأشار أبو جلال إلى أن سوق الاستئجار يعد رائجا في هذا الوقت تحديدا من كل عام مع بدء موسم الإجازت الصيفية والذي يعتبر أيضا موسما للأعراس، وذلك بسبب ارتفاع أسعار فساتين الزفاف بشكل لم تعد العروس قادرة على تحمله، مما يجعلها تضطر لتأجير الفستان. وتقول المواطنة صالحة الشمري التي تحضر حاليا لزواجها إنها تحلم بشراء فستان الزفاف، وبينت أن ميزانيتها لا تسمح لها بشراء فستان ليلة العمر كونه باهض الثمن، وهو ما يقودها إلى استئجار الفستان. وتقول أم محمد (تعمل معلمة): إنها أقنعت شقيقتها بعدم شراء فستان الزفاف وحثتها على الإيجار، وأرجعت سبب ذلك إلى أنها لاتريد أن تخوض أختها تجربتها، بعدما أصرت على شراء فستان زفافها بثمانية آلاف ريال وبعد أشهر أهدته لصديقتها، وهي تقول إنها نادمة لأنها اشترته ولم تستأجره.