وكالات – رغم ان اتفاق أوبك الذي جاء متشددا على غير المتوقع بشأن الانتاج الاسبوع الماضي فقد مهد الطريق لإجراء أكثر حسما لدعم أسواق النفط قد تشارك فيه روسيا وهي ليست عضوا بالمنظمة. وحتى توصلت أوبك لاتفاقها في الساعات الاولى من صباح يوم العاشر من سبتمبر أيلول الجاري كان أغلب الناس يتوقعون أن تترك المنظمة مستويات الإنتاج دون تغيير. لكن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم والتي قالت قبل الاجتماع ان السوق على ما يرام كما أيدت القرار الذي اتخذ بالإجماع بالعودة الى مستويات الإنتاج المتفق عليها. وحسبما نقلت رويتر امس فقد قال احد مندوبي أوبك "الاتفاق جاء مفاجئا كنا جميعا نتوقع عدم التغيير." وقال المحلل ديفيد كيرش من بي.اف.سي انرجي انه ربما يكون علي النعيمي وزير النفط السعودي قد قرر انه بذل ما فيه الكفاية لإعادة الأسواق تحت سيطرة أوبك. وأضاف انه بالاتفاق على خفض الانتاج تحصل السعودية على تأييد قبيل المهمة الأصعب وهي تنسيق تخفيضات أكبر في إنتاج أوبك اذا استمر الطلب في التراجع. وبالفعل انخفض الطلب على النفط في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك له بأكبر معدل منذ الأزمة النفطية في أوائل الثمانينات. وزادت الأزمة المالية العالمية من احتمالات تباطؤ الطلب على الوقود بمعدلات أكبر. وقال كيرش "السعوديون يحتاجون لتأييد بقية أعضاء أوبك في حال تحقق تراجع الطلب عندما يتعين عليهم اتخاذ إجراءات إضافية." وأضاف "السعودية هي الدولة الوحيدة التي يمكنها زيادة إنتاج النفط اذا أرادت لذلك فان التوقع السائد بين الدول الأعضاء هو انها هي التي ستخفض الانتاج أولا عندما ينخفض الطلب." وخفض أحدث تقرير شهري لأوبك الصادر هذا الاسبوع توقعات المنظمة لنمو الطلب على النفط هذا العام وقال انها ستراقب الاستهلاك عن كثب قبيل اجتماع المنظمة المقرر عقده في الجزائر في ديسمبر كانون الاول المقبل. ونظريا يعني اتفاق الاسبوع الماضي أن السعودية ستخفض إنتاجها بنحو نصف مليون برميل يوميا من الامدادات الاضافية التي كانت تعهدت بضخها في وقت سابق هذا العام في محاولة لتهدئة الاسعار التي كانت في ذلك الوقت تتجه نحو مستويات قياسية. لكن السعودية في الواقع يمكنها ضبط مستويات الانتاج حسبما ترى. ورغم ان النعيمي لم يدل بأي تعليق علني بعد اجتماع الاسبوع الماضي الا ان صحيفة الحياة السعودية قالت في مقال دون مصدر ان المملكة لا تعتزم خفض الانتاج ما لم ينخفض الطلب. ويعتقد المحللون ان السعودية تشعر بارتياح نسبي لتراجع الاسعار لكن أعضاء اخرين في أوبك يحتاجون بدرجة أكبر لأسعار أعلى ومنهم فنزويلا وايران اللتين أعربتا عن قلقهما قبل الاجتماع من أن العرض يفوق الطلب في السوق. وفي الوقت نفسه فان الدول الأعضاء التي تضخ النفط بما يقرب من طاقتها الإنتاجية الكاملة قد تحجم عن خفض إنتاجها اذا اتخذ إجراء يتجاوز خفض الانتاج الإضافي السعودي. .