إذا كانت التمنيات الصينية للآخرين في الأعياد تضمن أن يعيشوا زمنا مثيرا، فربما كان ذلك حادثا لنا الآن. ولكن الإثارة لم تكن دائما سعيدة كما حدث مع الكورونا والحرب الأوكرانية. الآن عشنا الرضا مع مفاجأة الاتفاق السعودي الإيراني علي عودة العلاقات الدبلوماسية، ومجموعة أمور تعكس احترام كل طرف لمصالح الطرف الآخر. المفاجأة حدثت لأن البداية كانت قبل أعوام عندما صدر إعلان «العلا» عن قمة مجلس التعاون في 5 يناير 2021، دعا إلى التهدئة وتخفيف حدة التوتر في النزاعات الإقليمية؛ ونتج عن الإعلان، وبوساطة عراقية، الحوار بين طهرانوالرياض؛ وبعد ذلك دخلت عُمان إلى الحوار لكي تصل به إلى قضية اليمن. على مدي عامين ورغم الجهد الدبلوماسي الفائق، فإنه – حسب ما صرح وقتها – فإن الحوار لم يقد إلى شيء. والحقيقة أن ذلك لم يكن دقيقا فأحيانا قد لا تنجح المفاوضات، ولكنها على الأقل تضع جدولا بالقضايا المختلف عليها، ورؤية كل طرف لها. هنا جاءت اليد الصينية الساحرة في لحظة ممتلئة بإثارات الحرب الأوكرانية، ومعها مبادرة السلام الصينية التي لا يوجد غيرها على طاولة العالم السياسية. وقبل شهور وخلال قمم عقدت في الرياض كان واضحا أن الصين والسعودية باتا علي وفاق سياسي ومعه مصالح إستراتيجية متوافقة قوامها النفط السعودي والمشاركة في أكبر عملية استثمار إصلاحي عرفتها الجزيرة العربية في التاريخ المعاصر. إيران هي الأخرى عقدت توافقا مع الصين لا يقل أهمية فتقوم الثانية بإعفاء الأولي من آثار العقوبات الأمريكية؛ وتقوم الأولي بإمداد الثانية بالنفط بعقود ميسرة مع فرص استثمارية إيرانية. اللحمة الصينية على الجانبين السعودي والإيراني سمحت للصين بإقناع كل طرف أن هناك ما يكفي وفق الظروف السائدة في العالم أنه من الممكن تحقيق مصالحه الرئيسية، وفوقها تحقيق عدد من المنافع، ودفع عدد من الأخطار. تري أين كانت الولاياتالمتحدة في ذلك كله؛ وما الذي جري في إسرائيل؟. نقلا عن بوابة الاهرام المصرية