منذ أن قرأتُ عنوان مقال كاتبنا ابي مازن توقّعتُ أن يكون شيقاً ورائعاً للمرونة الواسعة في مضمونه إذ يتطرّق لمخزون هائل من - لنقول عنها أقوالا مأثورة شعبية - وبالطبع فهي تُصاغ من برفسور لغوي أدبي فبدون شك سيجعل المليح حلو والحلو أحلى أبا مازن جعل هذة الغلَّة اللغوية عجينة طرية بين يديه ليخرجها لنا في قالب لغوي شيقوجميل وقد بدأها بما أثرت به ولاّدة ومعشوقها أبن زيدون الأدب العربي والشعر من محاسن لغة الضاد التي يندر أن تجد لها مثيل في نقل كل أدب أو موروث يصنّف كتحفة من تُحف عصره ولرصانة مضمونه فقد أخذ طابع الأستمرارية جيلاً بعد جيل فقالت في إبن زيدون؛- ولو أني خبأتك في عيون إلى يوم القيامة ما كفاني. هذا البيت واللي قبله أستشهد به أبو مازن على أنه من الروايات الغرامية التي لا غُرم فيها، فكيف وهي قد قالت له في مشهد آخر ، أنا واللَه أصلح للمعالي وأَمشي مشيتي وأتيهُ تيها. أمكنُ عاشقي من صحن خدّي، وأعطي قُبلتي مَن يشتهيها. فهي بهذا التصريح المفتوح تزيد في جماليات الشعر والأدب وتجعل الساعين للمجاراة عاجزين في مجاراة هذا الجمال اللغوي الذي يجعل القارئ يسرح في بحور من الخيال والتصوير المجازي - أنْ جاز التعبير- ، لعل البيت الجميل الذي أستشهد به أبا مازن الذي يقول:- ولو أني خبأتك في عيوني إلى يوم القيامة ما كفاني، لربما أن الشاعر المري أبن فطيس قد قال أبيات جميلة وتتوافق معه في المعنى يقول ، يامؤمن الريفي أنا جيتك زبون ، من روائع الشاعر محمد بن فطيس في عدة أبيات إلى أن قال لكْن يا دكتور جعلك ماتهون ، أبغيك كلمة رأس دامك ما بديت . أسمع ولا أبغي اللي وزانك يسمعون ، ربّي كتب يكشف لك أسراري وجيت . صورة عديل الروح عندك في العيون ، وأخاف تقطعها بموسك ماوعيت . ولا عليك أمر أطوها تحت الجفون . وعقبه لو تقطع عيوني ماشكيت . هي رأس مالي والعرب مايدركون ، أني على باب الممات وما حكيت. ويسترسل كاتبنا المتميز محمد بن ناصر في جودة العرض الشيق لهذا الموضوع الجميل فيعرّج على عالمنا العربي الحديث والثقافة الحاضرة الغائبة أحياناً فيستشهد ببيت شعرامن روائع نزار قباني:- لو أني أعرف أن الحب خطير جدا ما أحببت، لو أني أعرف أن البحر عميق جدا ما أبحرت. ويأتي على موروثنا الشعبي الجميل جداً والذواق لكل قارئ وهاوي فيتحفنا ببعض من جماليات الجنوب المحبوب وأهله يقول سعد زهير، تقول الله يطعني وأقول الله يسبق بي، جنوبيٍ نثر همه على غيمة جنوبية. وبعده أبيات في نفس السياق أجمل وأذوق لكن المجال لا يتسع لذكرها ولكن الإستشهاد بها جميل ورائع، ولعلي أضيف من روائع رافع العمري أبيات جميلة في نفس السياق يقول :- مرحبلي ملايين امس واول و ها الحين لاهي الف والفين مرحبلي ملايين بالذي ساكن سنين في خفوقي وفي العين، عايش بينها بين مرحبلي ملايين بعد طولت غيابه جابه الشوق جابه مرحبا ياهلا به مرحبلي ملايين. وكثير من العبارات والكلمات جميلة اللفظ وذات معنى قوي مؤثّر في موروثنا الشعبي الذي للأسف بدأ البعض يستعيب منها بي عن روحك و يا سكني ويا حشاشة يوفي وأنا مهان ورعيتونا الله يرعاكم، حقيقةً أرفع لك العقال أبا مازن الذي أتحفتنا بهذا الموضوع الشيق والمشبع لرغبات كثيراً من القُرَّاء الله يحفظك ودام لنا قلمك الشفاف رافد لكل جميل