لم يكن بمقدور العلماء الفلكيين حتى اليوم تحديد تاريخ دقيق لولادة القمر، إلا أن العمل الحديث في هذا المجال، بين أن عمر القمر يقدر ب4.36 مليار عام تقريباً. وظهر لدى العلماء الأميركيين في إطار بعثة "أبولون 16" عينة صخرية من تربة القمر يصل وزنها إلى حدود 2 غرام. وبعد إجراء التجارب توصل العلماء إلى استنتاج مفاده، أن الصخرة المعنية تشكلت في جوف تربة القمر خلال عملية تبرد طويلة الأمد. ويذكر، أن القمر بتشكله مدين للحدث التالي: في زمن ما اصطدمت الأرض بكوكب "تيا" الذي يقارب حجمه حجم المريخ، ونتيجة لذلك اندفعت في الفضاء كمية هائلة من المادة الملتهبة، التي بردت في النهاية تدريجياً، ما شكل القمر التابع للأرض. وحتى الوقت الحاضر لم يكن بمقدور الفلكيين تحديد تاريخ دقيق لهذا الحدث، إلا أن الأبحاث المعاصرة كشفت أن عمر القمر يصل إلى 4.36 عام في حدود خطأ مساو ل3 مليون سنة. واستخدم العلماء في عملية تحديد هذا الرقم تقنيات تحديد مبنية على تناسب نظائر معادن ثلاثة، هي: التوتياء والنيوديميوم والساماريوم. ودلت الأرقام في تجارب النظائر الثلاثة على تشابه متقارب، ما مهد لتحديد عمر القمر بدقة عالية. ووفق كلام الفلكيين، تدل الأرقام الحاصلة لديهم، على أن القمر التابع للأرض برد بسرعة أكبر، وأن هذه الأرقام هي أقل ب100 مليون عام من الأرقام السابقة. وهذا ما يتعارض مع الكثير من النظريات المتوفرة اليوم عن تشكل قشرة القمر