يقترب كوكب المريخ من الأرض اليوم في ظاهرة فلكية تهم الباحثين والمختصين في علم الفلك، حيث يبدو كنجم أحمر لامع في السماء. ويشرق المريخ في سماء جدة الساعة السادسة والدقيقة الثانية عشرة مساء. وينفي العلماء ظهور المريخ بحجم القمر في وقت من الأوقات، مؤكدين أن هذه الاعتقادات «ساذجة»، و«من السخافة أن تنسب هذه الأقاويل حدوث ذلك لمعجزة إلهية». وأوضح ل «عكاظ» رئيس قسم علوم الفلك والفضاء في جامعة الملك عبد العزيز في جدة الدكتور حسن بن محمد باصرة «أن كوكب المريخ سيكون اليوم على مسافة نحو 100 مليون كم من الأرض، ويبدو كنجم أحمر براق، مماثل لألمع نجوم السماء»، مفيدا أن شروق المريخ في جدة سيكون في السادسة والدقيقة الثانية عشرة مساء، ويتوسط السماء الساعة الواحدة الإ خمسة دقائق بعد منتصف الليل، أما غروبه ففي الساعة السابعة واثنين وثلاثين دقيقة صباحا. وأضاف باصرة «أنه لا علاقة لهذا الاقتراب بما يتردد بين الفينة والأخرى، بان كوكب المريخ سيظهر كبيرا بحجم القمر في وقت من الأوقات، فذلك ما لا يمكن أن تتقبله القدرة والحركة الطبيعية التي فطرت عليها حركة الكواكب حول الشمس، وهنا يجب أن نرتقي بتفكيرنا وألا نكون عرضة لمثل هذه التفاهات التي أثبتت عدم صدقها ثلاث مرات خلال السبع سنين الماضية، بل من السذاجة أن توصف مثل هذه السخافات، بأنها معجزة إلهية كما ظهر في بعض المواقع على النت». وأشار باصرة الى أن «كواكب المجموعة الشمسية تدور حول الشمس في نظام متقن بدورات متعددة ومتفاوتة، ويعتبر المريخ ثاني أقرب الكواكب إلى الأرض، بعد كوكب الزهرة، وهو كوكب صخري صغير، يبلغ قطره نحو نصف قطر الأرض، ويكمل دورته حول الشمس في مدة قدرها 687 يوما، ولأن مدار المريخ يقع خارج مدار الأرض، فإن أوضاعهما بالنسبة للشمس تكون دائما متغيرة وفي بعض الأحيان تكون الأرض ما بين المريخ والشمس، وهو ما يطلق عليه وضع استقبال وهو ما يحدث كل حوالي سنتين، إذ في تلك اللحظة يكون المريخ مقابل الشمس، لذا فإنه يتوسط السماء في منتصف الليل. ولفت باصرة إلى أن المريخ يقترب من الأرض بشكل دوري كل 26 شهرا، لكن بعده عنا ليس بثابت، والسبب أن مدار المريخ حول الشمس بيضاوي، لذا فإن حجمه الظاهري سيختلف من استقبال إلى آخر، حيث نلاحظ أن أكبر قطر زاوي ظاهري للمريخ يصل إلى حوالي واحد في المائة من قطر القمر، وذلك ما حدث في 2003م، وسيحدث في هذا الحجم كذلك سنة 2018م. رواد فضاء ويتفق أستاذ علم الفلك في جامعة الحدود الشمالية الدكتور عبد الرحمن ملاوي مع رأي الدكتور باصرة، ويقول: «مثل هذه الظواهر الفلكية تجسد دقة المنظومة التي تعمل فيها المجموعة الشمسية بقدرة الله، ورغم أنه لم يثبت وجود حياة على المريخ، الإ أن هناك جهودا كبيرة في استكشاف أسرار هذا الكوكب، فكل ما اكتشف من المياه أو الغبار أو غير ذلك في المريخ يحتاج الى توثيق علمي، وجهد أكبر من العلماء المختصين، وكل ما رصد من المعلومات مازال موضع البحث والدراسة». وأضاف «أرسلت مركبات فضائية إلى المريخ وهبطت بعضها على السطح، وأرسلت صورا واضحة وبالتفصيل لتضاريس المريخ، فالسطح هناك صخري متجمد، والسماء ليست زرقاء كما هي عندنا على الأرض، ولا برتقالية كما هو الحال على الزهرة، فلون السماء هناك زهرية بسبب الغبار المنتشر في الجو الذي يحيط بالمريخ الذي يوقف الطيف الشمسي الأزرق ويمكن الطيف الآخر بالمرور». وأثبتت المركبات الفضائية بعد أخذ عينات من تربة وهواء المريخ وفحصها، أنه لا أثر لوجود حياة بأي شكل على سطح هذا الكوكب، وهناك توجه من العلماء على إرسال رواد فضاء إلى المريخ في المرحلة المقبلة، بعد أن اقتصرت المحاولات على المركبات الفضائية.