مصلحة الزكاة والدخل تعتبر من أهم المرافق الحكومية التي تتحصل على أموال وفقا لما يقدم لها من ميزانيات أو الربط الزكوي لمن لا يقدم هذه الميزانيات أو يتأخر، وأيضا تتحصل على زكاة الأنعام من خلال وزارة المالية بواسطة مندوبين لها بمختلف مناطق المملكة، ومصلحة الزكاة والدخل تتبع وزارة المالية، رغم أن مجلس الشورى في يونيو 2010م قد وافق على تحويل مصلحة الزكاة والدخل إلى هيئة مستقلة ولم يعرّف الآلية. مصلحة الزكاة تحول سنويا ما يقارب 8 مليارات ريال، وكل ما يتم تحصيله يحول يوميا حيث تقوم مصلحة الزكاة والدخل بتحويل الإيرادات المحصلة من المكلفين الخاضعين للزكاة بشكل يومي إلى حساب الزكاة المخصص في مؤسسة النقد للصرف كمستحقات الضمان الاجتماعي عن طريق وكالة الضمان الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية. هذه الأرقام كمتحصلات لمصلحة الزكاة تعتبر كبيرة رغم أن المصلحة رفعت مستوى تحصيلها المالي بالسنوات الأخيرة بعد تطوير أعمالها وتدقيقها ومراجعتها، ويتوقع أن ترتفع هذه المداخيل المالية لتصل إلى 10 مليارات وأكثر خلال السنوات القليلة القادمة. السؤال الآن، هل كل الفقراء بالمملكة مسجلون بقائمة الضمان الاجتماعي؟ بالطبع لا لأسباب كثيرة أولها "التعفف" عن السؤال أو قبول راتب من زكاة توزع هذه قناعة البعض من الرجال أو النساء. والسؤال الآخر هل كل من يستلم راتبا شهريا من الضمان الاجتماعي هو مستحق لهذا الراتب؟ بالطبع أيضا لا ولا يوجد لديّ أرقام، ولكن وزارة الشؤون تضيف وتلغي أسراً كل شهر وكل فترة، والسبب إما انتهاء الأحقية لصرف الرواتب لأسباب متعددة أو اكتشاف بيانات غير صحيحة ودقيقة. الخلاصة لديّ أن كماً كبير من الأسر هناك مستحق لا يستلم راتبا شهريا وهناك من يستلم راتبا وهو غير مستحق وهذا خلل كبير. الأمر الآخر، ان كثيرا من رجال الأعمال يضع "وقفاً" رغم وجود الآن جهة مستقلة خاصة "بالوقف" وكنت كتبت سابقا أنها تتبع وزارة الحج والأوقاف وهذا غير صحيح وصحح لي الكثير وأشكرهم عليه حيث أصبح الوقف جهة مستقلة تحت مسمى "الهيئة العامة للأوقاف" وهذه أيضا مصدر دخل إضافي يحصل ويوزع بأعمال خير كثيرة، وأضيف أيضا تبرعات رجال الأعمال المختلفة والمتنوعة وحتى الأفراد ماليا، أيضا دعم الدولة للفقراء والمحتاجين، ولا أريد وضع رقم جزافي للمتحصلات المالية التي يمكن تحصيلها من عدة مصادر، ولكنها مشتتة بين أطراف متعددة وعديدة مما يضعف تنسيق التوزيع للمحتاج والفقير الفعلي، في النهاية لماذا لا تجمع كل مصادر الدخل من زكاة أو وقف أو تبرع الدولة أو كل من يريد التبرع من الأفراد والشركات والمؤسسات، بطريقة منظمة ومؤسسية وفق نظام وقانون واضح وموظفين يوزع عملهم بين تحصيل الأموال وأيضا توزيعها على محتاجيها من خلال وزارة تسمى وزارة الزكاة والدخل، وأن يتم الاستفادة من التعداد السكاني بمزيد من الحصر للأسر الفقيرة فعلا وبالتالي تذهب الأموال لمستحقيها، بدلا من جهود ذاتية أو جمعيات وجدنا كثيرا من الخلل والتجاوز، وأيضا تقليص العمل البيروقراطي الحكومي من وزارة شؤون ووزارة مالية ومصلحة الزكاة وهيئة الأوقاف وغيرها، نحن نحتاج وزارة الزكاة والدخل "لتعيد تنظيم العمل في هذا الجانب دعما للفقراء والمحتاجين جميعا وفق عمق مؤسسي حقيقي".