تتبعت مجلة (الحج والعمرة) في عددها الصادر مؤخراً (جمادى الآخرة 1437ه)، الحج بين زمنين، بدءاً مما كان يلاقيه الحجاج من مصاعب ومخاطر وأهوال في الطريق إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج، وما آل إليه الأمر بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وعهود أبنائه من بعده، الذين تعاهدوا الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، توسعة وإعماراً وبناء. وتصدر العدد الجديد كلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، تحت باب (كلمات مضيئة)، يؤكد خلالها مواصلة برامج التنمية السياسية والثقافية والاقتصادية والخدمية، وصولاً إلى تكامل الأدوار وتحديد المسؤوليات والاختصاصات لتحسين بيئة العمل وتقوية أجهزة الدولة. فيما أوضح معالي وزير الحج في كلمته الافتتاحية أن النجاحات التي تتوالى على مواسم الحج والعمرة عاماً بعد عام، ما كان لها أن تتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم قيادة هذا البلد المبارك التي سخرت نفسها وسواعد أبنائها لخدمة ضيوف الرحمن، مؤكداً أن العناية والرعاية التي يحظى الحاج والمعتمر والزائر منذ وصوله إلى الديار المقدسة، وحتى مغادرته، هي ثمرة عمل جاد مستمر طوال العام، يستهدف تحقيق أفضل وأرقى الخدمات، ووفق أعلى المعايير، إرضاء للخالق، ثم تحقيقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بتسخير كل الإمكانات لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار. ويتزين العدد بمقال ماتع لمعالي الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السدحان الأمين العام لمجلس الوزراء بعنوان (من حج فرضه يلزم أرضه)، يناشد عبره المواطنين والمقيمين بالمملكة، والذين أدوا فريضة الحج، بإفساح المجال لإخوانهم الآخرين الذين لم يحجوا من قبل، كي يؤدوا مناسكهم في يسر وأمن وطمأنينة. أما موضوع الغلاف فخصص لمدينة (جدة) بوابة الحرمين المشرعة أمام ضيوف الرحمن، فنطالع العناوين التالية: تاريخها الموغل في القدم – حاراتها وأزقتها – ميناءها – وكلاء المطوفين.. أول من يستقبل الحجاج وآخر من يودعهم – جدة.. حكايات من الزمن الجميل.. وفي سعي المجلة نحو المزيد من التميّز في طرحها الإعلامي، تلقت بوافر التقدير ما كتبه بعض أصحاب الرأي والفكر ورموز المجتمع الذين استطلعتهم لتنهل من معين خبراتهم الثرّة، فنطالع تحت باب (بأقلامهم)، كلمات لكل من الأستاذ الدكتور عباس طاشكندي، والدكتور هاشم عبده هاشم، والأستاذ حمد القاضي، والدكتور بكر خشيم، والأستاذ علي حسون، وهي ليست مجرد كلمات تعبر عن آرائهم، وإنما قلائد ستزين جيدها، ودفقات ضوء ستستبين بها المجلة في مسيرتها التوعوية والتنويرية التي تنطلق من شعيرتي الحج والعمرة إلى كل مناحي الحياة. وتحت باب (بعثات) نطالع تقريراً عن لقاءات معالي وزير الحج الدكتور بندر حجار برؤساء ووفود مكاتب شؤون الحج من الدول التي يفد منها الحجاج، فيما خصص باب (تقنية) للمسار الإلكتروني لحجاج الخارج الذي نقل جميع الإجراءات لبلد الحاج وأتاح له في الوقت نفسه اختيار حزم الخدمات التي يرغب فيها. أما (حوار العدد) فكان مع معالي الدكتور محمد غورماز، وزير الشؤون الإسلامية التركي، الذي أشاد بالمشروعات العملاقة التي تنفذها حكومة المملكة العربية السعودية في الحرمين الشريفين والمشاعر والمقدسة، كما ثمن جهود وزارة الحج لخدمة ضيوف الرحمن، مؤكداً أن ما يجري في الحرمين الشريفين من إعمار هو محل فخر وإعزاز كل المسلمين.. ونقرأ تحت باب (من الأرشيف) مقالاً لمحمد علي مغربي تحت عنوان (اقتصادياتنا وعلاقتها بالحج)، نشر بالمجلة في العدد الأول من السنة الأولى رجب 1366ه، فيما تتبع الدكتور يوسف حوالة تحت زاويته (أهل المهنة) وثيقة نادرة تؤرخ لبداية النظر في قضايا الأدلاء في العهد السعودي. كما اشتمل العدد الجديد على موضوعات أخرى متنوعة منها (حداؤون للإبل وأناشيد شجية شوقاً إلى الأراضي المقدسة)، (المشاعر المقدسة بين الأمس واليوم)، (العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين)، (مشاهدات العبدري في الحرمين الشريفين)، (كورتلمون في رحاب الأراضي المقدسة)، (حافظ إبراهيم.. شاعر النيل الذي دافع عن لغة القرآن)، (الحج على ظهور الجمال). ونقرأ في العدد مقالات لكل من: الأستاذ وليد بن غازي بافقيه، والدكتور تنيضب الفايدي، والدكتور إبراهيم نويري، والدكتور بكري شيخ أمين، والأستاذ محمد أحمد الحساني، والأستاذ الدكتور سالم باعجاجة، والأستاذ عبدالرزاق حسنين، والدكتور فيصل عبدالله بني حمد، والدكتور فتح الرحمن الجعلي. جدير بالذكر أن المجلة صدرت في شهر رجب من العام 1366ه في عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وتصدر في الوقت الحالي باللغتين العربية والإنجليزية، وتوزع داخل المملكة وخارجها، ويشرف عليها معالي وزير الحج الدكتور بندر حجار ويرأس تحريرها الأستاذ طلال قستي.