تتواصل التدريبات المسرحية التي يعكف عليها المؤلف و المخرج السوداني الفنان طارق بكرى بعد تأهل مسرحيته " الرقصة الأخيرة " و دخولها المنافسة مع أربعة عشر عرضاً مسرحياً في مهرجان البقعة الدولي للمسرح بدورته السادسة عشرة 2016 و الذي سينطلق المهرجان في 27 مارس متزامنا مع احتفاء المسرحيين في العالم بيوم المسرح العالمي في كل عام و سيستمر حتى 4 إبريل ، تحت رعاية كريمة من نائب رئيس الجمهورية الفريق أول ( ركن ) بكري حسن صالح و ستزهو خشبة المسرح الوطني السوداني بأمدرمان بهذه الاحتفالية التي تتنافس فيها ثمانية عروض مسرحية سودانية و عروض عربية ، حيث ستشارك الجزائر بعرضين مسرحيين و أما مصر و ليبيا و تونس و الإمارات و السعودية و البحرين فسيشارك كل منهم بعرض مسرحي واحد و ذلك بحسب النتائج التي أعلنت عنها لجنة الجودة و الاختيار المنبثقة من اللجنة المنظمة للمهرجان. و في هذه التغطية الفنية التي أكتبها للقراء الكرام لأطلعهم على الاستعدادات التي يخوضها المخرجون السودانيون لدخول منافسات الفرق المسرحية بثبات أوجه " الفوكس الفني " على المسرحية السودانية " الرَّقصة الأخيرة من إنتاج فرقة المختبر المسرحية بولاية الخرطوم و تمثيل الفنانين المبدعين وليد محمد علي ، نمارق عبدالله ، كريمة محمد ، محمد شرارة مختار ، المخرج مساعد محمد يونس المعروف بمرسيليا و مخرج منفيذ ريان محمد ، أما التصميم التعبيري للمخرج المؤلف طارق بكري. و حول فكرة المسرحية ذكر المؤلف و المخرج أن الرقصة الأخيرة تسلط الضوء على الهوية والتشردالنَّفسي و الاجتماعي فالإنسان من أعظم المخلوقات التي كرمها الله سبحانه و تعالى بنعمة العقل ، فخالقنا العظيم لم يخلقنا عبثا بل لنزرع الحب والخير ، ولكن حب النَّفس وحب الذات و الأنا أفقدنا مقومات الطهارة في إنسانيتنا التي فطرنا عليها ، و هي حب الآخرين و السعي إلى السلام الاجتماعي فغزتنا الحروب البشعة التي تقتات منها أحلامنا و طموحات أجيالنا فصرنا في ضياع بل و أصبح لكل شئ بثمن و تقديم تنازلات و النتيجة أصبحنا نعيش خلف تاريخ إنسانيتنا فرقصتنا الأخيرة ساخرة .. هنا فنتساءل من المسئول ؟ و هل سيعود سلام الأنسان المفقود ؟ لذا جاءت كلمة المخرج لتغطي هذه الفكرة في عبارات موجزة وهي : " حين يغطي الجليد الحياة تموت .. ولكن بنور الفرح القادم من بعيد نعشق لتظل أفكارنا واقع يعاش " و أوضح المؤلف المخرج بكري : ما أثار تحمسه لنصه المسرحي الذي قام بتأليفه أنَّ الرقصة الرقصة الأخيرة تحمل رسالة في فعلها على الخشبة و هي ضياع وفقدان هوية الإنسان من حب الذات والمناصب دون الإحساس بالآخر . و حول تدريباته يظهر عرض مشاهده ليصل المحتوى للمتلقي أشار أنه يسعى من خلال بناء الحركة التعبيرية و الأدائية لتأثير على المشاهد حيث يجد نفسه من مدرسة تعنى بتفاعل المجموعة داخل المختبر الورشي الفني و التخصصي . و الجدير بالذكر أنَّ الفنان طارق بكري متخصص أكاديمي في مجال المسرح ، فهو خبير مجال " السيكودراما " تمثيل و إخراج و شارك من قبل في مهرجانات البقعة و مهرجان الخرطوم عاصمة الثقافة كما شارك في مهرجان أيام الخرطوم المسرحي و مهرجان المسرح التجريبي ، أما عن رصيده من الجوائز فقد حقق اثنتين منها في التمثيل و اثنتين في الإخراج .