رفض الوزير الأول الجزائري السابق أحمد أويحيى العدول عن استقالته من منصب الأمين العام لحزب «التجمع الوطني الديموقراطي»، رداً على رغبة قيادات في الحزب التقته أمس، وأوصى أعضاء المكتب الوطني للحزب وعدد من منسقي الولايات بالحوار مع الحركة المعارضة له وتشكيل «لجنة عقلاء» من أجل «مرور دورة المجلس الوطني في هدوء»، فيما تراجعت الحركة التقويمية عن رفض عقد دورة المجلس المقررة في 17 الشهر الجاري وأعلنت أنها ستشارك فيها. وتوافد عشرات من منسقي الولايات وبعض النواب والقياديين في «التجمع الوطني الديموقراطي» أمس على المقر المركزي للحزب في بن عكنون حيث عقدوا لقاء غير رسمي مع أويحيى في مكتبه بحضور غالبية أعضاء المكتب الوطني. ونقل بعض منسقي الولايات لأويحيى رغبتهم في أن يعود عن الاستقالة، لكن الأمين العام أعطى انطباعاً بأن استقالته «لا رجعة فيها». وذكر مصدر حزبي أن أويحيى أبلغ محاوريه بأن استقالته «ستخدم الحزب أكثر مما تضره في الظروف الحالية»، قائلاً ان «التجمع يحتاج في هذه المرحلة إلى تكاتف جميع أبنائه حتى لا يكون المجال مفتوحاً للفرقة». وأصر على «فتح قنوات حوار مع الفريق الآخر»، في إشارة إلى «الحركة التقويمية» التي يقودها يحي قيدوم. ودعا إلى «تشكيل لجنة عقلاء تجمع الطرفين من أجل وحدة الصف في دورة المجلس الوطني المقبلة التي يجب أن تكون للوحدة لا للفرقة». ولا يبدو أن أعضاء مكتب الحزب ينوون الاستقالة كما طالبت أطراف في «التقويمية». وقالت نادية لوجرتني إن «المكتب الوطني مستمر في مهامه حتى دورة المجلس المقبلة»، فيما ذكر منسق ولاية ميلة أحمد مسعود أن «المؤتمر المقبل هو الذي سيقرر في استقالة أحمد أويحيى ولو أن الترشح مفتوح للجميع». وفي سياق متصل، اجتمع أمس المكتب السياسي لحزب الغالبية «جبهة التحرير الوطني» بغالبية أعضائه برئاسة الأمين العام للحزب عبدالعزيز بلخادم الذي يواجه هو الآخر «حركة تقويمية» في حزبه تطالب بعزله. ودرس المكتب عقد الدورة العادية السادسة نهاية الشهر الجاري «لمناقشة المواضيع المتعلقة بالوضع النظامي ونتائج الانتخابات ومشروع اقتراحات تعديل الدستور ومشروع موازنة الحزب». ونقلت مصادر أن بلخادم رفض التقدم باستقالته بناء على طلب وزراء. ورد البيان على المطالبات بالاستقالة ضمناً مؤكداً أن «الهيئة القيادية للحزب بين مؤتمرين وحدها السيدة في تقرير كل ما يتعلق بالشأن العام للحزب المنتصر في كل الاستحقاقات والمتجذر شعبياً والمعتمد عليه في نجاح الإصلاحات وفي ضمان الاستقرار سياسياً ومؤسساتياً واجتماعياً». ودعا أربعة وزراء في «جبهة التحرير» بلخادم إلى تقديم استقالته خلال الدورة المقبلة للجنة المركزية المقررة نهاية الشهر الجاري. وسلم الوزراء الطيب لوح وعمار تو ورشيد حراوبية وعبد العزيز زياري رسالة إلى الأمين العام للحزب خلال لقاء الخميس الماضي طالبوه فيها بالتنحي.