دعا رئيس البرلمان الجزائري المنتهية ولايته، عبد العزيز زياري، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، إلى الاستقالة من قيادة الحزب الذي اكتسح الانتخابات التشريعية وحاز 220 مقعداً. وبرر زياري أحد قيادات الحزب مطلبه هذا في رسالة وجهها إلى الأمين العام لجبهة التحرير قال فيها إن أسبابا تنظيمية وذات صلة بشؤون الحزب الداخلية تستدعي ذلك”. وقال زياري، في تصريحات صحفية، إن “على بلخادم فتح نقاش سياسي داخل الحزب وتقييم المرحلة الماضية واتخاذ القرارات لمواجهة الاستحقاقات المقبلة”، ودعا زياري، الذي أبعده الحزب عن ترشيحاته، بلخادم إلى استدعاء اللجنة المركزية للانعقاد في دورة طارئة وتقديم استقالته. بدوره، استبق بلخادم خصومه قبل إعلان نتائج الانتخابات وأعلن عزمه دعوة اللجنة المركزية للحزب إلى الاجتماع في دورة طارئة لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بالانتخابات التشريعية وقوائم الحزب التي كانت مثار جدلٍ بين مكوناته. في سياقٍ متصل، تتجه الأنظار إلى تشكيل الحكومة المقبلة ومن سيقودها، مع أن الدستور الجزائري لا يلزم الرئيس بتعيين الوزير الأول من الحزب الفائز بالأغلبية البرلمانية، وهو ما أكد عليه بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، حيث كرر أمام الصحفيين عند إعلان فوز حزبه الكاسح أن “الدستور لا يلزم الرئيس بتعيين الوزير الأول من الأغلبية البرلمانية”، لكنه تعهد على “العمل للإبقاء على التحالف مع القوى التي ألِفت جبهة التحرير التعاون معها، مع إمكانية توسيع التحالف إلى قوى أخرى لأننا نؤمن بأن العمل الحكومي يقتضي جمع أكبر عدد من القوى السياسية”. لكن جرى العرف في الجزائر أن يقدم رئيس الحكومة استقالته بعد إعلان النتائج الرسمية من المجلس الدستوري، ويتولى زعيم التجمع الوطني الديمقراطي الذي احتل حزبه المرتبة الثانية، أحمد أويحيى، قيادة الحكومة الحالية، ومن المنتظر، بحسب عددٍ من المراقبين، أن يقدم استقالته إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في غضون الأيام المقبلة، خصوصاً أن بلخادم دافع، خلال حملة حزبه للانتخابات عن أحقية الحزب الفائز بتشكيل الحكومة. وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر من التكتل الإسلامي الذي انهزم في الانتخابات البرلمانية عن إطلاق مشاورات بين الأحزاب السياسية التي تضررت مما وصفته ب “التزوير الفاضح لنتائج الانتخابات” بغرض تنسيق مواقفها لمواجهة هذه النتائج التي لا تعكس حسب رؤيتها حجمها في الساحة الجزائرية، ودخل المكتب الوطني لجبهة العدالة والتمنية التي يقودها عبد الله جاب الله في اجتماعٍ مفتوح لبحث الخيارات الممكنة بعد إعلان نتائج الانتخابات، ويُرجَّح أن تعلن هذه الأحزاب بعد تجاوز صدمة الهزيمة عن جبهة للتنديد بالتزوير.