تسارعت وتيرة التوقيعات الغاضبة ضد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، للمطالبة بعقد دورة طارئة للجنة المركزية للحزب صاحب الغالبية البرلمانية في الجزائر. ويحتج الغاضبون على قوائم الترشيحات للانتخابات البرلمانية المقررة في 10 أيار (مايو) المقبل. ويسعى أعضاء في اللجنة المركزية لجبهة التحرير إلى بلوغ النصاب القانوني للدعوة إلى دورة طارئة. ويحتاج الغاضبون إلى 234 توقيعاً على الأقل، ويتردد أنهم على مشارف تحقيق هذا الرقم. ومنذ أن أغلقت وزارة الداخلية الجزائرية باب الترشيحات للانتخابات البرلمانية المقبلة، ظهرت انقسامات حادة داخل الأحزاب، وفي مقدمها جبهة التحرير، التي شهدت تقديم «قوائم موازية» للقوائم الرسمية شكّلها قياديون غاضبون. وكانت جبهة التحرير من التشكيلات الحزبية التي سلّمت قوائمها في اليوم الأخير للموعد القانوني، وذلك إثر مخاض عسير دام أياماً لاختيار المرشحين. وشهدت عملية الاختيار شداً وجذباً بين أجنحة قوية داخل قيادة الحزب، ولم ينجح سوى أربعة وزراء فقط في ضمان مواقعهم على رأس قوائم جبهة التحرير، وهم رشيد حراوبية والطيب لوح وعمار تو وموسى بن حمادي. وتأكد عدم ترشيح عبدالعزيز زياري الرئيس الحالي للمجلس الشعبي الوطني (البرلمان)، ما يعني وضع حد لطموحه في تولي هذا المنصب لولاية جديدة. وتفيد أنباء أن زياري قد يلتقي اليوم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لمناقشة التطورات الداخلية في الحزب العتيد. ويفسّر بعض الأوساط استقبال بوتفليقة، «الرئيس الشرفي» للجبهة، لزياري بأنه إشارة تضامنية معه في مواجهة بلخادم، ولكن ذلك لم يمكن تأكيده، خصوصاً وأن الساحة السياسية الجزائرية تعج بالأخبار والتسريبات عن الخلافات الداخلية في الأحزاب مع اقتراب موعد الانتخابات. ولفت مراقبون إلى أن زياري أعلن عدم ترشحه في «بيان هادئ» أكد فيه نيته فتح المجال أمام عنصر الشباب في جبهة التحرير من دون الإشارة إلى أي خلافات مع بلخادم. لكن مصادر حزبية تقول إن زياري ربما فضّل عدم الترشح لمعرفته بأنه يخوض «معركة خاسرة» ضد بلخادم. ويواجه الأخير مشكلة متجددة مع فريق ما يُعرف ب «التقويمية» داخل جبهة التحرير. ويُعتقد أن أعضاء هذا الفريق المنشق عن الأمين العام للحزب يستعدون لخوض الانتخابات بقوائم «حرة» (مستقلة). ونُقل عن منسّق «التقويمية» صالح قوجيل، إنه لم يلتق بلخادم منذ أربعة أيام قبل إغلاق باب الترشيحات و «(إننا) لا نستطيع أن ننتظر بلخادم أكثر من هذا ... سنقدم قوائمنا المستقلة».