تواصلت بجدة أمس جلسات مؤتمر أكاديمية القدم السكري (DFA) والتي تنظمه لجنة السكري بوزارة الصحة وأكاديمية القدم السكري بسميث آند نيفيو بالتعاون مع الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة "شفاء" برعاية ودعم وزارة الصحة واعتماد جامعة كاليفورنيا بسان دييغو. حيث استعرض أمس الاثنين خفض معدل جراحات بتر الأقدام في المملكة وعلاج تقرحات القدم وخفض معدلات بتر الأطراف، كما تناول الحالات المتقدمة للتشوه المزمن للقدم السكرية إلى جانب استعراض حالات لمرضى السكري، وتناول الدكتور كارلو كارافاجي من ميلانو ايطاليا أحد أهم جراحي علاج قدم من مركز شتا ستودي (citta studi) معدلات الإصابة بالقدم السكري والوفيات الناتجة عنها, كما تطرق الدكتور سامر بندقجي استشاري جراحة الكاحل بالمركز الطبي الدولي بجدة لمحور الالتهابات في القدم السكري ومضاعفاتها. كما تناول الأستاذ الدكتور جيريت مولدر أحد أبرز الخبراء عالمياً في هذا المجال من جامعة كاليفورنيا سان دييجو التوجه الجديد في علاج حالات القدم السكري على كافة الأصعدة، وتناول المؤتمر محور السكري ومضاعفاته وتأثيره سلبياً محلياً مستوى المنطقة والعالم. وأوضح الدكتور خالد بن عبدالله طيب استشاري أمراض السكري والغدد الصماء ومدير مركز السكري والغدد الصماء في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة وعضو الهيئة الدولية لأكاديمية القدم السكري بالحضور أهمية المؤتمر وتطوير الثقافة والمعلومات الطبية لمعالجة مرضى القدم السكري. وأوضحت مديرة المشاريع في مبادرة أكاديمية القدم السكري السيدة هيفاء سلمان بأن المؤتمر يستعرض الحلول العملية لبعض التحديات الخطيرة التي تنجم عن تقرحات القدم السكري، بالإضافة إلى تعزيز مستوى الوعي والتثقيف في هذا الصدد لدى خبراء الرعاية الصحية. وأشارت سلمان إلى أن مرض السكري ينتشر بشكل سريع لذا فلا بد من بذل جهود أكبر للعمل على التحكم به، مشيرةً إلى أن مؤتمر أكاديمية القدم السكري يستعرض في هذه المرة مدى التطور الذي حققه البرنامج في السعودية، مع تركيزه بشكل أكبر على وسائل العلاج العملية ومع إضافته لعناصر جديدة منها تخصيص يوم لهيئة تضم عدداً من كبار الخبراء – من خبراء جراحة الأوعية الدموية وجراحة العظام والجراحة التجميلية – بالإضافة إلى يوم خاص لعرض حالات وإجراءات جراحية مباشرة منها جراحات لبتر القدم، وذلك بدعم سخي من مستشفى الملك فهد العام بجدة. كما يشتمل المؤتمر على يوم لطواقم التمريض يركز على إدارة الجروح، وهي أحد أهم مجالات العناية بمرضى السكري. يذكر بأن المملكة العربية السعودية تشهد أحد أعلى معدلات الإصابة عالمياً بمرض السكري، ووفقاً لتوقعات الاتحاد الدولي لمرض السكري فإن هذه المشكلة ستتفاقم بشكل كبير خلال السنوات القليلة المقبلة (من 32.8 مليون شخص مصاب في عام 2011 إلى 59.7 مليون شخص في عام 2030 – وذلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا). كما تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يرتفع عدد مرضى السكري في المملكة العربية السعودية بواقع 283 بالمائة بين عامي 2000 و 2030، وذلك بسبب التغيرات في نمط الحياة ونوع الغذاء مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السمنة. ويشار إلى أن السعودية تسجل ثاني أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري في منطقة الخليج بعد الإمارات العربية المتحدة، كما أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تضم 6 من بين الدول العشرة التي تشهد أعلى مستوى انتشار للمرض على مستوى العالم.