أطلق معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بالتعاون مع جامعة ليدز بالمملكة المتحدة البريطانية في موسم الحج هذا العام البرنامج التوعوي البيئي الأول تحت شعار "تصدق بها لا تلقيها" ضمن مشروع مخيم الحج الأخضر. حيث يهدف هذا المشروع إلى توعية الحجاج بأهمية المحافظة على نظافة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وأوضح صاحب فكرة المشروع الدكتور بسام حسين مشاط الأستاذ المشارك بقسم البحوث البيئية والصحية بالمعهد أن الهدف من هذا البرنامج الذي سوف يطبق إنشاء الله على ثلاثة مخيمات بمشعر منى, هو توعية الحجاج بأهمية مفهوم تدوير النفايات للمحافظة على نظافة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة, حيث أن عملية فرز المخلفات سوف تقلل من كمية المخلفات المتولدة بمشعر منى وبالتالي تقليل كميات المخلفات التي ردمها في مرمى الأمانة, إضافة إلى أن تدوير النفايات التي تم فرزها له دور هام في المحافظة على صحة بيئة المشاعر المقدسة وذلك لأن تدوير النفايات المتولدة أثناء فترة الحج سوف يعمل على الحد أو الإقلال من التلوث البيئي الناجم عن تراكم هذه النفايات في بيئة المشاعر. من جهة أخرى أوضح المهندس عبد الله فيصل السباعي مبتعث المعهد لتحضير درجة الدكتوراه بجامعة ليدز أن حجم المخلفات بمكةالمكرمة سجل زيادة خلال الست السنوات السابقة بنسبة تقدر بحوالي 6‚46٪ حيث تعتبر هذه الزيادة مرتفعة إذا ما قورنت بنسبة زيادة حجم المخلفات بالدول المتقدمة خلال خمسة وعشرون عاماً والتي تقدر بنسبة 28٪ تقريباً لذلك تظهر لنا أهمية مشاركة المجتمع من حجاج ومواطنين في التقليل من حجم المخلفات المتولدة بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وقد أبصر مشروع مخيم الحج الأخضر النور في موسم حج هذا العام حيث أضاف أحد المشاركين لهذا المشروع الدكتور تركي حبيب الله مدير عام بيت الخبرة بيئيون للاستشارات إلى أن هذا المشروع البيئي يشكل رؤى مستقبلية بيئة لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. كما أكد الشيخ منصور العامر مدير عام مؤسسة هدية الحاج والمعتمر الخيرية أحدى المؤسسات الداعمة للمشروع, أن النظرة المستقبلية لعملية التطوير خلال السنوات المقبلة تعطي مؤشراً أكيداً على التحدي القادم في مجال إدارة البيئة ودلالة على هيمنتها على جدول الأعمال السياسية خلال العقد المقبل لذلك فإن تطبيق أي من برامج إعادة التدوير في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة لتحد واضح في مجال زيادة الوعي العام ورفع معدلات المشاركة. كما أشار المهندس يحيى محمد الشنقيطي رئيس شركة معادن الذهب أحدى المؤسسات المشاركة للمشروع, أن عملية فصل النفايات من مصدرها بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة له دلالة واضحة على أهمية السعي لتحصيل مشاركة أكبر من قبل المجتمع. منوهاً بأن معظم النفايات الصلبة الحالية قابلة لإعادة التدوير, ولغايات تسهيل ونجاح مشروع مخيم الحج الأخضر يتعين إنشاء نظام لتجميع النفايات والذي يعتمد على معدل الزيادة في المشاركة المجتمعية.