شكلت إمارة منطقة الباحة لجنة عليا مكونة من الإمارة والشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتحقيق في قضية وفاة مواطن وإصابة زوجته بإصابات بليغة رجح الأطباء فقدها يدها اليمني، وإصابة طفليهما، في حادث سقوط سيارة الأسرة أسفل جسر وادي الحميد في الباحة، على خلفية مطاردة من رجال الهيئة ودورية الشرطة. ووفق مانشرته صحيفة "عكاظ" في عددها الصادر اليوم فقد اكتفى الناطق الإعلامي في شرطة منطقة الباحة المقدم سعد صالح طراد، بالتأكيد على أن لجنة عليا بتوجيه إمارة المنطقة تم تشكيلها للتحقيق في حيثيات وملابسات القضية، مؤكدا أنه متى ما انتهت التحقيقات سيصدر بيان بذلك يوضح كافة التفاصيل بكل دقة وشفافية. ولفظ المواطن عبدالرحمن أحمد ناصر الحرفي الغامدي (34 عاما) أنفاسه في الحادث، فيما أصيبت زوجته (28 عاما) بإصابات متفرقة، أبرزها إصابة في اليد رجح الأطباء بترها لتدني نسبة نجاح عملية جراحية لها إلى 1%، كما أصيب في الحادث طفلهما خالد (9 أعوام) بكسر مضاعف في الجمجمة ونزيف في المخ وما زال في غيبوبة في العناية المركزة، وأصيبت ابنته درر بجروح مختلفة في وجهها وجسمها إلا أن حالتها مستقرة لكنها ما زالت منومة في مستشفى بلجرشي العام ولم تستدع حالتها الصحية نقلها لمستشفى الملك فهد بالباحة أسوة بوالدتها وشقيقها. وكشف خالد علي الخليف أخو المتوفى من أمه، أن أخاه وأسرته خرجوا من بوابة منتزه الشكران عند الساعة الواحدة والنصف الجمعة الماضية، وأوقفه أحد رجال الهيئة مشتبها فيه، ربما لكون صوت مسجل السيارة كان صاخبا، فدار نقاش محتد، واصل أخوه عقبه طريق عودته للمنزل، إلا أن سيارة الهيئة ودورية الشرطة طاردتاه لمسافة أربعة كيلومترات تقريبا حتى وصوله لجسر وادي الحميد الذي يتم إنشاؤه حاليا. وأضاف «لا ندري هل سقط بسيارته أسفل الجسر بسبب فقدانه السيطرة على السيارة ولكون الطريق مظلما ولا توجد حواجز على جانب الطريق، ولكونه يشعر بالخوف من مطاردة رجال الهيئة ودورية الشرطة، أم أن سيارة الهيئة أو الشرطة صدمته من الخلف وأسقطته، وأعتقد أن كل التساؤلات سيجيب عليها التحقيق مع رجال الهيئة وعددهم خمسة أشخاص إضافة لرجلين كانا يستقلان الدورية تم إيقافهم جميعا على ذمة هذه القضية». وأكد خالد الخليف أنه يقدر رجال الهيئة ويقدر دورهم وجهودهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا أن تصرفات البعض تطرح الكثير من التساؤلات بسبب تجاوزاتهم غير المبررة حسب وصفه في العديد من المواقف التي ينجم عنها الكثير من المآسي. وقال «كان بإمكان رجال الهيئة والدورية الأمنية إذا ما رأوا بالفعل مخالفة تستوجب إيقاف أخي بعد مغادرته للموقع أن يبلغوا النقطة الأمنية على طريق عودته لإيقافه بدلا من مطاردته والتسبب في وفاته وإحالة زوجته وابنه للعناية المركزة في حالة حرجة»، متسائلا عن أحقية الهيئة ودورية الشرطة في مطاردة أخيه تحت أي ظرف كان، مطالبا بالتحقيق العادل في هذه القضية وإحالة المتسببين في وفاة أخيه للشرع والحكم فيهم بكتاب الله. وكشف أن زوجة أخيه أصيبت برضوض قوية وكدمات كما أن يدها اليمنى فصلت عن جسدها ولم تعد معلقة سوى بجلدة فقط وقد تبتر في أية لحظة، مؤكدا أن الأطباء في مستشفى الملك فهد بالباحة أخذوا توقيعهم على بتر يدها اليمنى متى تطلب الأمر، مبينا أن ابن أخيه خالد (9 أعوام) في حالة حرجة جدا في العناية المركزة أما الطفلة درر (4 أعوام) فحالتها مطمئنة. وزعم طارق السلال (ابن عمة المتوفى) أنه بعد سقوط السيارة وقف رجال الهيئة والدورية الأمنية مكتوفي الأيدي برغم كونهم متسببين في المطاردة دون أن يحاولوا إسعاف المصابين أو تقديم أية مساعدة على حد قوله ، بل انسحبوا من الموقع وكأن الأمر لا يعنيهم، تاركين المتوفى والمصابين يتلطخون في دمائهم دون أي اعتبار وذلك حسب تأكيدات شهود عيان تواجدوا في الموقع بعد وقوع الحادث بلحظات، حيث تقدم سبعة أشخاص منهم بإفادتهم لإمارة منطقة الباحة وشهدوا بتلك الأقوال، مبديا أسفه على موقف رجال الهيئة والدورية الأمنية وتخليهم عن واجباتهم ومسؤولياتهم. وبين السلال أن مجموعة من أقارب المتوفى توجهوا أمس لإمارة المنطقة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إخراج جثة المتوفى من ثلاجة الموتى ودفنها، إلا أن الإمارة ارتأت الانتظار ريثما تظهر كافة تفاصيل التحقيق في الحادث. من جانبه، اكتفى الناطق الإعلامي بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الباحة ناصر الزهراني بالتأكيد على أنه لا توجد لديهم أي تفاصيل حول الحادثة، مبينا أن لجنة تم تشكليها بتوجيه أمير المنطقة وهي تتولى متابعتها، ومتى ما توفرت معلومات فستعلن.