دعت قوى الحراك الجنوبي في اليمن إلى اصطفاف شعبي واسع في الجنوب، لمواجهة تنظيم القاعدة، الذي بدأ بالتمدد في مناطق واسعة جنوب وشرق اليمن وحتى الشمال، التي أعلن فيها أنصار الشريعة إمارة إسلامية في رداع بمحافظة البيضاء. مسؤولية وطنية لحماية الوطن وقال العميد ناصر النوبة مؤسس الحراك الجنوبي إن الجنوبيين لن يسمحوا بأن يتحول وطنهم وقضيتهم العادلة إلى أداة بيد الأطراف المتصارعة في صنعاء. وأضاف النوبة في تصريح خاص ل»الشرق» أن جميع سأبناء الجنوب يتحملون مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية، إزاء ما يتعرض له وطنهم الحبيب، وبصورة خاصة عاصمة الجنوب عدن. وقال النوبة إن الرؤية في الظروف الراهنة لاتزال غير واضحة، مناشداً أبناء الجنوب بجميع الأطياف والألوان السياسية والشبابية والمجتمعية إلى استنفار القوى العسكرية والشعبية والحزبية والاقتصادية للالتفاف حول المجلس العسكري الجنوبي للذود عن وطنهم، وحماية أمنه واستقراره ومواصلة نضالهم السلمي، حتى نيل الاستقلال. داعياً جميع القوى السياسية إلى ترك أي خلافات جانباً لما تتطلبه المصلحة العليا لشعب الجنوب. كما كشف مصدر أمني في محافظة عدن ل»الشرق» عن نشاط ملحوظ لعناصر القاعدة في مدينة عدن، وأن أنصار الشريعة باتوا يتحركون بحرية شبه تامة في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، وسط غياب شبه تام لدور أجهزة الأمن والمخابرات في المدينة. وحذر المصدر من مخطط لتنظيم القاعدة يقوم على تطويق مدينة عدن؛ من خلال وضع مدينة عدن داخل حلقة دائرية تسيطر القاعدة على كل مناطقها، تبدأ من أبين والبيضاء «رداع» ويافع «لحج» وتعود إلى أبين. وقال في هذه الحالة ستصبح مدينة عدن صيداً سهل المنال أمام أنصار الشريعة، الذين تزداد قوتهم يوماً بعد يوم بصورة كبيرة، حيث لم تتمكن القوات العسكرية الحكومية من إخراجهم من مدينة واحدة في أبين هي زنجبار، رغم المواجهات العنيفة بين الطرفين؛ التي مضى عليها أكثر من نصف عام. وكان عدد من قيادات الحراك الجنوبي بينهم الرئيس الجنوبي السابق ونائب رئيس دولة الوحدة علي سالم البيض دعا إلى تحالف دولي لمواجهة القاعدة، وأعلن استعداد جميع فصائل الحراك الجنوبي للمشاركة في هذا التحالف. واستنفرت قيادات الحراك لعقد اجتماع طارئ، سيعقد اليوم في مدينة عدن، يشارك فيه مجلس التنسيق الأعلى لجمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين، وكذلك القيادات العسكرية والأمنية من أبناء الجنوب الموجودين في عدن من أجل تدارس الأوضاع الأمنية في العاصمة عدن وعلى طول الساحة الجنوبية. القاعدة تقترب من حقول الغاز وفي محافظة شبوة قال مصدر محلي ل»الشرق» إن أنصار الشريعة كثفوا وجودهم في مناطق قريبة من حقول الغاز في منطقة بلحاف، مبدياً خشيته من أن تكون المناطق النفطية هدفاً للسيطرة عليها من قبل القاعدة. وأضاف أن عناصر القاعدة باتت تظهر في عدد من مناطق شبوة، وأن هناك مديريتين خاضعتين لحكم تنظيم القاعدة بالكامل في شبوة، في حين باقي المديريات تخضع لحماية القبائل مع غياب دور الدولة فيها. ونفى مصدر في أنصار الشريعة أي تحركات عسكرية للقاعدة تجاه حقول الغاز في بلحاف في الوقت الحالي، وقال إن وجود القاعدة في مناطق معروفة سابقاً، وليس هناك أي جديد يمكن التحدث عنه في شبوة. الحكومة تقبل شروط القاعدة ويوجد القيادي طارق الذهب في مدينة رداع وأتباعه المتحصنون في مسجد العامرية وقلعة رداع التاريخية، وقال مصدر في أنصار الشريعة ل»الشرق» إن الحكومة اليمنية قبلت شروط الذهب، فيما يخص تطبيق الشريعة وتشكيل مجلس من أهل المدينة لإدارتها، مقابل وقف أي عمل عسكري للقاعدة في المدينة. وأضاف المصدر أن الحكومة اليمنية وافقت أيضاً عبر لجنة وساطة على عدم اعتراض أنصار الشريعة في عملهم الدعوي، وإفساح المجال لهم للدعوة إلى الله في المدينة بحرية تامة. وتواصل في هذه الأثناء قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس صالح إرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة رداع، تحسباً لمواجهة محتملة بين الطرفين، يقول مراقبون إنها قد تشتعل قريباً. وأرجعت مصادر عسكرية تحركات الحرس الجمهوري إلى مخاوف من سيطرة القاعدة على معسكر الحرس الجمهوري في رداع، وليس استعداداً لمواجهة يبدأها الحرس لتحرير المدينة من قبضة القاعدة. من جهته، استبعد وكيل وزارة الداخلية اللواء الركن محمد عبدالله القوسي الحل العسكري في رداع وقال ل»الشرق» إن وجود القاعدة في مواقع تاريخية مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي يجعل مهمة الدولة في اقتحام المنطقة عسيرة. وقال «أجهزة الأمن ومعهم القبائل من أبناء رداع يطوقون الطرق الرئيسية للمدينة، واللجنة الأمنية العليا توصلت إلى أنه بالإمكان أن تحل المشكلة قبلياً، بدلاً من التدخل العسكري أو الأمني، والسبب لجوء القاعدة إلى أماكن أثرية مهمة في منطقة رداع. جندي من الجيش اليمني خلف مدفعه (رويترز)