امرأة تنتظر الحصول على وجبة طعام مجانية في مدينة الرقة (رويترز) باريس – معن عاقل دارت اشتباكات عنيفة أمس بين تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية «داعش» وبين تنظيم «أحرار الشام» آخر حليف لتنظيم الدولة في مناطق عدة من مدينة الرقة، وأكد ناشط مدني في المحافظة ل «الشرق»: أن هذه الاشتباكات تأتي في إطار صراع التنظيمين على الغنائم ومناطق النفوذ، وبحسب الناشط فإن الصراع اندلع بين الطرفين إثر مبايعة كتيبة من تنظيم أحرار الشام ل «داعش». وأشار الناشط أن تنظيمي الدولة والأحرار يستفيدان من وجود الفرقة 17 التابعة لقوات الأسد والموجودة قرب المدينة كمبرر لوجودهما فيها، وأوضح أن هذين التنظيمين لا يسعيان إلى تحريرها أو حتى استهدافها رغم أن مواقعها تقصف يوميا الأحياء السكنية في المدينة؛ لأن بقاء هذه الفرقة هو مبرر وجودهما في المنطقة؛ حيث يسيطران على صوامع الحبوب وآبار النفط الذي ما زال يتدفق باتجاه النظام. وأضاف الناشط أن تنظيم الدولة اعتقل أمس أمير جبهة النصرة في المدينة ويدعى أبو سعد الحضرمي وهو من أهالي مدينة الرقة دون معرفة الأسباب، وأشار إلى احتمال توسع المواجهات على خلفية هذا الاعتقال بين «النصرة» و»داعش»، محذراً من تردي الأوضاع الإنسانية أكثر مع هذه المواجهات، وأوضح الناشط أن تنظيمي الدولة وأحرار الشام يقومان بحملات اعتقال عشوائية للناشطين المدنيين والسياسيين وتنفيذ عمليات اغتيال ممنهجة ضد سكان المدينة الذين يعترضون على تصرفاتهما، مؤكدا أن مسلحين مجهولين قتلوا ناشطة مدنية كانت برفقته فيما تعرض هو للاعتقال قبل فترة. وأكد الناشط أن سكان المدينة ومحيطها ضاقوا ذرعا بممارسات هذين التنظيمين ضد السكان، مشيرا إلى أن الوضع المعاشي والإنساني في المدينة أصبح لا يطاق نتيجة الغلاء وعدم توفر المواد الأساسية والضرورية إلا بأسعار عالية تفرضها «داعش»، كما أن كثيراً من الناس تعيش على المعونات التي يوفرها الناشطون عبر الجمعيات الخيرية؛ حيث يخضعون لتصرفات مزاجية لقادة هذين التنظيمين مع غياب شبه كامل للقانون، منوها أن الموظفين في المدينة يذهبون إلى محافظات أخرى للحصول على رواتبهم وأن بعضهم اعتقل من قبل قوات النظام، في حين أن «داعش» لا تتحمل أي مسؤولية عن حياة الناس، وأضاف أن طائرات الأسد لا تتعرض لمواقع هذا التنظيم وإنما تقصف الأبنية السكنية، وأشار الناشط إلى أن الاتهامات العشوائية توجه للأكراد بالتعامل مع حزب العمال الكردستاني ويجري اعتقالهم وملاحقتهم. إلى ذلك أعلن الجيش الحر عن إسقاط طائرة استطلاع أمس في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما استهدفت طائرات النظام الحربية سيارة إسعاف تنقل جرحى سوريين في جرود بلدة عرسال اللبنانية.