فجّرت «كتيبة شهداء الفلاحيّة» التابعة ل«كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر» مؤخراً، كبريات أنابيب الغاز الممتدّة من مدينة «الفلاحيّة» لأحد أضخم مصانع البتروكيمياويات في الشرق الأوسط قُرب مدينة «مَعْشور» الأحوازيّة. وألسنة لهيب نيران الانفجار، ألهبت الشارع الأحوازي مثلما أخرجت الاحتلال من تكتّمه المعتاد، فاعترفت مختلف وسائل إعلامه بالخبر المُفزع. وفي أوّل أيام استلام «روحاني» سدّة الرئاسة في إيران، نسفت الكتائب ذاتها وهي الجناح العسكري ل«حركة النضال العربي لتحرير الأحواز»، أهم خطوط غاز الإيثان بين مدينتي «الأحواز العاصمة» و«معشور» التي تغذّي كبريات مصانع البتروكيمياويات. وأدّت العمليّتان إلى خفض شديد في صادرات إيران لمكثفات الغاز عالية الثمن، وأكّدت دائرة الجمارك الإيرانيّة «انخفاض صادرات مكثفات الغاز من 620 مليون دولار إلى 280 مليوناً شهريّاً وبخسارة 340 مليون دولار». وتمتلك «الأحواز» ثاني أكبر احتياطي للغاز الطبيعي عالميّاً بعد «روسيا» ويقدّر غازها الاحتياطي نحو 940 تريليون متر مكعب وبنسبة 15% من احتياطي العالم، ويعتمد الاقتصاد الإيراني بنسبة كبيرة على الغاز الأحوازي. وتسعى إيران لإيصال غاز الأحواز إلى أوروبا عبر سوريا فالبحر المتوسّط بعد الالتفاف على تركيا، بينما تسعى قطر لتصدير غازها لأوروبا عبر سوريا وتركيا. وفي حين تطمح إيران لإنجاح معادلتها في سوريا وتموّلها بعائدات النفط والغاز العربي الأحوازي، فإن ضربات «المقاومة الوطنيّة الأحوازيّة» تشكل عائقاً كبيراً للاحتلال الإيراني وتعرقل مشروعه التوسّعي في المنطقة.