18 شاباً.. كلهم من المتطوعين والمحبين للبيئة وضعوا على عاتقهم حماية البيئة والتفرغ للحفاظ عليها. فشجرة مثل الطلح والبان، هي من الأنواع المهددة بالانقراض أو النفوق لأسباب مختلفة قد يكون الإهمال أحدها.. لذلك وضعوا على عاتقهم الحفاظ على هذه الأنواع من خلال محمية.. وكانت البداية.. تأسيس مجموعة أطلقوا عليها (أصدقاء البيئة ).. تتكون من مجموعة من الشباب تبنوا مشروع محميات بيئية برية خاصة بمحافظات ومراكز منطقة القصيم جاءت وليدة فكرة من الشاب مشرف بن مطر السليمي الذي قام بعمل كثير من التجارب. حاجة الأرض وقال السليمي ل «الشرق» من خلال متابعتنا للبيئة المحيطة بنا وجدنا أن الأرض تحتاج إلى من يعيد إليها رونقها من خلال عمل مشاريع إعادة استزراع الأشجار البرية بطريقة تناسب إمكانياتنا وتكون فعالة ومجدية، وبدأت بجهود فردية لاستزراع الأشجار البرية لمدة تقارب السنتين حتى أننا استطعنا التعامل معها بحرفية وهي لأصناف عدة من الطلح بالإضافة إلى شجرة البان وهي شجرة شبه منقرضة من المنطقة وبعد هذه المرحلة قمنا بجولات توعوية من خلال الشرح المفصل استهدفنا به الاستراحات الشبابية وجمعنا المتطوعين وكان الهدف هو إنشاء محميات بيئية تخدم الصالح العام. أفكار فردية وأوضح رئيس الفريق وصاحب الفكرة أنها بدأت بأفكار فردية وتجارب ثم مؤيدين ومتطوعين للفكرة، ثم تبنٍ للفكرة. مؤكداً أن الأهداف السامية من فكرة المشروع هي رفع الحس البيئي لدى المجتمع من خلال حملات ستنبثق عن هذا المشروع، وكذلك مكافحة التصحر بالمناطق البرية وإعادة جزء من الغطاء النباتي المفقود والعمل الاقتصادي بتوفير المياه لزراعة الأشجار، ومن ثم دعم الجهات التعليمية بالمحافظات والمراكز لتكون هذه المحميات مقرا لمخيمات الكشافة ومقرا للتوجيه البيئي الميداني. عناية مؤقتة وقال السليمي: إن هذه المحميات سوف تساعدنا على الرقي بتوصيل الفكر التوعوي البيئي من خلال حملات تطوعية تقوم بها الجهات الأخرى وبالأخص الجهات التعليمية وتم عمل برنامج خاص للري بحيث تكون اقتصادية جداً بدون هدر للمياه، بحيث نصل إلى ثلاثة لترات فقط لكل شجرة خلال شهر كامل وهي عن طريق منتج يسمى بالدرايواتر. وأكد السليمي أن النباتات البرية لا تحتاج إلى سقيا مستمرة لمدة ستة أشهر أو أكثر، وبعدها تترك، وسوف يكون الري باستخدام منتج خاص لري الأشجار (الدرايوتر) يدفن مع الشجرة أثناء غرسها ويكفيها لمدة (70 يوما) كمعدل متوسط وهذا ما نحتاجه في الأيام الأولى من الغراس وبعدها سوف تعتمد على نفسها وتنمو بشكل طبيعي كما هو حاصل مع شجر الطلح الموجود بالأودية، وقال: سنختار الوقت المناسب لغرس الأشجار وهو مع دخول نجم سهيل مع هبات البراد وقد نوافق أمطارا بدورها ستساعدنا على اجتياز هذه المرحلة، مؤكداً أن الطلح والنباتات البرية تحتاج إلى عناية مؤقتة فقط. الدعم المادي وأكد رئيس مركز الدليمة بمنطقة القصيم زبن الجديع ل «الشرق»، واجبنا مواكبة هذا التوجه ودعم هؤلاء الشباب مادياً ومعنوياً خاصة أنهم متطوعون يبحثون عن الأجر. مؤكداً أن الوقوف معهم واجب، وقال: تم اختيار موقع مناسب لهم بضواحي الدليمية لإقامة هذا المشروع بسواعد أبناء هذا البلد ممن شاركوا بهذا العمل التطوعي، وتم تجهيز المنطقة لزراعة (300) شجرة برية تناسب بيئتنا كمرحلة أولى وأكد الجديع أن الهدف زراعة أكثر من خمسة آلاف شجرة لنجعل من صحرائنا القاحلة غابات تتزين بها الأرض تاركين رسالة إلى الجمهور أننا نحن أبناء هذا البلد نستطيع عمل التغيير الإيجابي في ظل دعم قيادتنا الرشيدة. وتمنى الجديع من هؤلاء الشباب المتطوعين (أصدقاء البيئة) أن يواصلوا مسيرتهم في سبيل إكمال هذا المشروع ومن ثم التجهيز لمحميات أخرى في أماكن أخرى بالمنطقة. الجدير بالذكر أن مساحة المحمية ستون ألف متر مربع، ويتكون الفريق من 18 عضواً هم ضيف الله بن علي، بدر العاتق، سعود المضحي، عبدالرحمن المبيريك، عمر الجهيم، فهد الضويحي، عبدالله المنصور، محمد السالم، محسن العبدالمحسن، محمد الجديع، خالد السحيمان، ثامر السالم، سليمان الدغيمان، علي الحسن، ماجد العانق، ممدوح الفلاح، نايف العبدالله، فهد المشرف، وفايز العبداللطيف.