نجاح الرئيس الإيراني حسن روحاني جاء بعهد جديد وسياسة جديدة بعد فشل رهانات التفاوض مع الغرب في العهد السابق في استخدام البرنامج النووي وأوراق عديدة في المنطقة، هذه السياسة اليوم جل ما تسعى إليه هو فك الحصار عن إيران ووقف العقوبات الدولية التي أثقلت كاهل المواطنين. اللغة الإيرانية الجديدة والرغبة في اجتراح الحلول في خطاب حسن روحاني فرصة يستفيد منها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مجالات عدة خصوصا بعد إعلان إيران استعدادها لدعم عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية. ولعل المقصود هنا وقف دعم حماس. وكما أن أوباما سيكون أمام كشف حساب مع إسرائيل فإن روحاني الذي يسعى لفك الحصار عن بلاده سيكون أيضا أمام كشف حساب في داخل إيران، إذ سيقف وجها لوجه أمام المتشددين وعلى رأسهم الحرس الثوري إن لم يتمكن من الحصول على مقابل معقول للتنازلات. تبادل أوباما الرسائل مع روحاني بعد ما يقرب من خمسة وثلاثين عاماً من القطيعة بين البلدين واحتمال ترتيب لقاء تاريخي بين الرجلين حدث يأمل الطرفان بأن يؤدي إلى تنازلات سياسية في قضايا كثيرة تطمح إيران في أن تكون لاعباً فيها، ويبدو أن التغيرات الكثيرة في المنطقة قد حدَّت من طموحات طهران ومن الأوراق التي يمكن أن تستخدمها للضغط على الغرب، وهو ما ترجمه المرشد الإيراني علي خامنئي الذي اعتبر أنه حان الوقت حتى تمارس إيران «مرونة تاريخية» في الديبلوماسية. ويبدو جليا أن المرحلة التاريخية الجديدة وتعقيداتها تفرض مرونة تاريخية معقدة لدى محترفي السياسة في مركز القرار الإيراني.