أعلن مسؤول أمريكي كبير على إثر الاتصال الهاتفي التاريخي بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني أن هذا الأخير هو الذي أبدى رغبته في التحدث مع نظيره الأمريكي قبل مغادرة الولاياتالمتحدة أمس الجمعة. وأوضح هذا المسؤول- الذي رفض كشف هويته- أن إيران اتصلت بواشنطن صباح الجمعة لترتيب هذه المكالمة الهاتفية التي حصلت حوالي الساعة السادسة والنصف مساءً بتوقيت جرينتش، واستمرت نحو 15 دقيقة.
وقال "أوباما" للصحفيين في البيت الأبيض: إنه وروحاني أصدرا تعليمات لفريقيهما بالعمل على وجه السرعة لإنجاز اتفاق بشأن برنامج إيران النووي، وقال: إن هناك فرصة فريدة لإحراز تقدم مع طهران في مسألة تسببت في عزلة إيران عن الغرب.
وأضاف: "رغم أنه ستكون هناك بالقطع عقبات مهمة أمام المضي قدماً، ورغم أن النجاح غير مضمون على الإطلاق، فإنني أعتقد أنه يمكننا الوصول إلى حل شامل".
وقال "روحاني" في حساب على "تويتر": إنه قال ل"أوباما" في المحادثة الهاتفية: "طاب يومك"، ورد الرئيس الأمريكي بقوله: "شكراً لك. مع السلامة".
وذكر الحساب الإلكتروني أن الرئيسين "عبرا عن رغبتهما السياسية المتبادلة في حل القضية النووية سريعاً".
وأفاد بيان على الموقع الإلكتروني الرسمي ل"روحاني" أن المكالمة جرت بينما كان في طريقه إلى المطار بعد زيارته الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف البيان أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف سئلا العمل بناء على مكالمة "أوباما" و"روحاني".
وكرئيس للبلاد يقود "روحاني" الحكومة لكن سلطاته محدودة؛ إذ إن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي يملك السلطة المطلقة في إيران، وله القول الفصل في السياسة الداخلية والخارجية، رغم أن "روحاني" يقول إنه يحمل تفويضاً كاملاً للتفاوض في القضية النووية.
وسعى "روحاني" لكسب الود خلال زيارته التي استمرت أسبوعاً لنيويورك، وعبّر مراراً عن رغبة بلاده في تطبيع علاقاتها مع القوى الغربية، ونفى أنها تريد ترسانة نووية، وطالب بإنهاء العقوبات التي تكبل اقتصادها.
ورحّب "أوباما" بحذر في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء بلفتة "روحاني"، واعتبرها أساساً لاتفاق نووي محتمل، وطلب منه أن يظهر جديته.
غير أن الفشل في ترتيب مصافحة بين الزعيمين بسبب مخاوف "روحاني"- على ما يبدو- من ردود الفعل بين المتشددين في الداخل، وربما بسبب مخاوف "أوباما" من احتمال فشل الخطوة يبرز مدى صعوبة إحراز تقدم دبلوماسي.
وعبر "روحاني" الذي تولَّى السلطة الشهر الماضي في مؤتمر صحفي في وقت سابق الجمعة عن أمله في أن تؤدي المحادثات النووية مع الولاياتالمتحدة والقوى الأخرى إلى "نتائج ملموسة خلال فترة وجيزة"، لكنه كان أقل تحديداً فيما يتعلق بالإطار الزمني عن تصريحاته يوم الثلاثاء.
وقال: إنه سيقدم خطة إيران لحل الخلاف حول برنامجها النووي في اجتماع مع القوى العالمية الست في جنيف في أكتوبر القادم.
ولم يقدِّم تفاصيل عن تلك الخطة، لكنه أكّد أن طموحات طهران النووية سلمية تماماً.