زهرةٌ سَقَتْهَا النوافيرُ حكايات الأزل الشاردة قصصَ العابرين وأهوالَ الدروب الوعرة وهي بعيدةٌ لا لتأكلها الذئابُ كما خافت عليها ذات يومٍ أُمُّها دلال هي أبهى من عصافير تحلِّقُ في الأعالي وأشهى من سماواتٍ تُعربدُ كل ليلٍ لتغوي كائنات الأرض كي تمشي إلى مثواها في مدن الرحيل مثواها أشجارٌ تجدِّدُ نسلَها وتُضيء أميالاً مهيأةً من براري الكون لتبذُرَ في نواحيها وطناً جديداً يشتهيها هيَ قاصيةٌ تلمُّ نشيدَ صرختها البدائي من تحت أرصفة الأماكن تمشي على درب تلوِّنُه الأحاجي وذاكرةُ البنات العاصيات وحدها في ليل غربتها وحدها تمشي وتكسر عتمة الخوف البليد الخوفُ الذي نادَته منذ أيام الصّبا ورَمَتْهُ تحت غبارها لتأكلَه الرِّياح ومَضَتْ هناك في أقصى المسافات تدوِّنُ وجهها روحاً لذاكرة المكان.