انقلبت أمسية «الأعمال الدرامية الخليجية في رمضان: ما لها وما عليها» من بحث وضع المسلسلات الدرامية في شهر رمضان الماضي إلى «محاكمة» للوضع الفني بشكل عام، وتوجيه أصابع الاتهام إلى غياب الحرفية عن العمل الفني من المنتجين والمخرجين والممثلين وكتاب السيناريو، وتحميل العاملين في القطاع الفني المسؤولية إضافة إلى التلفزيون السعودي «المنتج الأول للمسلسلات». وشارك في الأمسية، التي نظمها «المنتدى الثقافي» في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مدير تحرير الشؤون الثقافية والرأي في صحيفة الشرق الزميل عبدالوهاب العريض، والفنان إبراهيم الحساوي والمخرج سمير عارف، وطرح مقدم الأمسية الفنان عبدالله الحسن عدة محاور على شكل أسئلة، دارت حول: تراجع الدراما في رمضان الماضي، والسطحية في طرح القصص الاجتماعية، وعدم مصداقية الصورة في المسلسلات، وندرة الأعمال الناجحة، وعدم الارتباط بين الرواية والدراما، وأزمة النص، والأعمال التركية المدبلجة. عبدالوهاب العريض واستغرب عبدالوهاب العريض إسناد كتابة سيناريو مسلسلات إلى كتّاب في صحف، وقال إن الانتاج التلفزيوني شهد طفرة مرتبكة، مرجعا تدني مستوى الدراما إلى «ضعف السيناريو»، وذكر أن شهر رمضان عرض فيه 12 مسلسلا، معتبرا أن ما عرض هو»خليط مشوه من عناصر الدراما». وقال إن القنوات الفضائية التي عرضت المسلسلات بثت تقارير تظهر أن مسلسلاتها الأكثر مشاهدة في العالم العربي، فيما هي لم تستند إلى تقارير حقيقية إنما إلى «عمل علاقات عامة أغفل التوجه الحقيقي للمشاهدين». ورأى أن أبرز عيوب المسلسلات يكمن في «غياب الوعي الفني والمنهج الأكاديمي»، ملمحا إلى إدخال فنانين ليس لهم علاقة بالفن، متهما «القنوات الفضائية بالعجز عن تقديم مسلسلات ذات جودة تشبه مسلسلات ما قبل الغزو العراقي للكويت في تسعينيات القرن الماضي»، محملا المسؤولية عناصر إنتاج المسلسل من منتج ومخرج وكاتب نص وسيناريست وممثلين. وذكر أن أحد أسباب «خروج مسلسلات هزيلة، غياب المعاهد الأكاديمية التي تعمل على إخراج ممثلين محترفين»، مستثنيا الكويت والبحرين، فيما رأى أن «السعودية لا تعترف بالفن ولا تدعمه»، واتهم العاملين في المجال الفني ب»غياب العمل الجماعي تحت مظلة واحدة». سمير عارف من جهة أخرى، أوضح المخرج سمير عارف أن مشكلة الدراما تكمن في «المنتج، الذي يتلبس عدة أدوار من بينها الإنتاج والتمثيل والإخراج على الرغم من عدم امتلاكها هذه المهارات، وما يجعله يفعل ذلك حصوله على تمويل وتعميد لإنتاج المسلسل». ويضم عارف إلى مشكلة المنتج عدم وجود نص جيد، موضحا «لدينا مشكلة في النصوص التي تحوي بناء دراميا محترفا»، معتبرا «العائد المادي هو الحاكم في عملية اختيار المخرج والممثل وبث المسلسل، وليس العائد الفني». إبراهيم الحساوي وأوضح الفنان إبراهيم الحساوي أن النص المحلي يعاني من الضعف، إضافة إلى ضعف التحضير لتصوير المسلسل، مشيرا إلى «التصوير في السابق كان يسبقه ورش عمل وبروفات طاولة»، وأوجه الضعف يضعها في «تلقي الممثل دوره في المسلسل فقط دون أن يعرف بقية الأدوار، ما يجعله لا يلم بطبيعة العمل بشكل كامل». وذكر أن «كتاب النصوص يعتمدون على اجتهادات شخصية وليست حرفية». وقال إن الدراما في رمضان لم تمتلك نصا، إنما «اتكأت على أسماء الممثلين المشاركين فيها»، فضلا عن «ضعف أداء الممثلين لعدم وجود بروفات سابقة، واهتمام الممثلين بأشكالهم الخارجية فقط»، مشبها ذلك ب»حفلة استعراض وليس تمثيلاً». واتهم منتجين بتقمص أكثر من دور: ينتج ويمثل ويخرج، مبينا أن «بعضهم يحضر عائلته وأبناءه ليكونوا ممثلين رغم ضعفهم». واتهم المخرج خالد الحربي، في مشاركة له في الأمسية، التلفزيون السعودي، معتبرا إياه السبب وراء تدني مستوى الدراما السعودية، وقال إنه «المنتج لهذه المسلسلات، ما يعني أنه الذي وافق على النص والمخرج والممثلين والسيناريو»، وحمل التلفزيون السعودي مسؤولية 90% من فشل المسلسلات السعودية. ولم يقتصر اتهام الحربي على التلفزيون السعودي، بل رأى في الوسط الفني «وسطا كاذبا»، وقال إن «الصدق يغيب عنه، ما أدى إلى بروز هذه المسلسلات الضعيفة، التي لا تستند إلى نصوص جيدة ولا ممثلين ولا مخرجين أو منتجين ذوي مستوى».