تراشق الممثلون في المنطقة الشرقية الاتهامات فيما بينهم، لكن مسؤول مجمع تلفزيون الدمام بيّن أن التقصير يأتي من كلا الطرفين لزيادة إنتاج الأعمال الدرامية على المستوى المحلي والخليجي، إضافة إلى تأخر وزارة الثقافة والإعلام في موافقتها على تعميد الأعمال الدرامية. وأرجع الممثل إبراهيم الحساوي قلة الأعمال الدرامية المنفذة في المنطقة الشرقية، المحلية منها والخليجية، رغم جدارتها ونجاحها فنياً، إلى قلة الإنتاج في الشرقية، التي لا تتجاوز مؤسساتها من 5 إلى 6 مؤسسات إنتاج فقط، بالإضافة إلى توقف تلفزيون الدمام عن احتضان المسلسلات الدرامية، من بعد إنتاج مسلسل «مجاديف الأمل» منذ سنوات. وأوضح الحساوي أن الصعوبات التي تواجه الممثلين في الشرقية تتمثل في ضعف الإنتاج، وتوقف الحركة الإنتاجية، بسبب عدم وجود الميزانية المساندة، وافتقاد الأعمال للتسويق والمعالجة الدرامية، في حين كانت الصعوبات السابقة تنحصر في عدم تبني الموهوبين، وصقل المواهب، وعدم وجود جهة تعنى بتطوير الممثل. ويضيف الحساوي أن الممثل السعودي غالباً ما يتحمل تكاليف تنقله من مكان لآخر. وأوضح الحساوي أن عدداً من المنتجين في الشرقية تقدموا بطلب تكليف من قبل وزارة الثقافة والإعلام (بالتعميد)، لاحتياجهم للدعم، ولم يتم الرد عليهم بالموافقة، أو الرفض، منوهاً بوجود تمييز في إنتاج الأعمال الدرامية، وهو تمييز سلبي من قبل الشخص الذي يميز الآخرين في تعامله، وأن الممثل الذي يثبت جدارته ووجوده لا يمكن لأحد استبعاده. ويتفق الممثل جعفر غريب مع رأي سابقه في ضعف الإنتاج الدرامي بالشرقية، لعدم وجود تعميد من قبل التلفزيون، الذي متى منح التعميد ظهرت الأعمال الدرامية، لافتاً إلى أهمية الفصل بين كون الممثل مشهوراً، وبين حصوله على تعميد، لأن هنالك ممثلين لديهم مؤسسات إنتاجية ألغيت للسبب ذاته. وذكر غريب أن الأعمال الدرامية لها مستويات عدة، وتعتمد أيضاً على الممثل، وحسب إمكانياته ونشاطاته المتنوعة، وهو ما يجعلهم مستقطبين للأعمال الخليجية والعربية أيضاً، كالممثل عبدالمحسن النمر، وسمير الناصر، وغيرهما. الممثل حسين الهويدي رأى أن الدراما السعودية مقارنة بالدراما الخليجية، متقاربة من ناحية المضمون، وتعادلها نوعاً ما من ناحية الأداء، رغم الاختلاف الكبير في الإمكانيات المتوافرة في المملكة، من ناحية إجازة النصوص، أي المؤسسات الرقابية، فضلاً عن الإمكانيات المادية، والقوانين المعمول بها، ومحدوديتها مقارنة ببقية دول الخليج العربي. وقال الهويدي “الدليل على ذلك انخراط بعض الممثلين في الأعمال الخليجية، وقيام المؤسسات الخاصة بجلب العناصر الخليجية ودمجها مع المحلية لدينا، في إنتاج خاص مشترك، وطبعاً بالنسبة، أرى أن الأعمال الخليجية ككل، بما فيها المحلية، أصبحت مملة ومكررة، أما التطرق إلى نزاهة الأداء الوظيفي، والعطب الذي يصيب المجتمع، وأداء مؤسساته، فهذا محدود إن لم يكن ممنوع أصلاً”. من جانبه، اتهم مدير مجمع التلفزيون السعودي في الدمام، سعيد اليامي، شركات الإنتاج الدرامية بتوقفها عن الإنتاج الفني طيلة العام، عدا شهر رمضان، الذي تتراكم فيه الأعمال، وتريد جميعها في الوقت ذاته نيل التعميد، وأن الشركات الآن لا تريد التعاون مع التلفزيون، مؤكداً دعم التلفزيون للدراما المحلية، بدليل ظهور البرامج والمسلسلات الرمضانية على الشاشة الفضائية. وأفاد اليامي أنه لا إشكالية بين التلفزيون وبين مؤسسات الإنتاج، وأن الأمر يرجع في النهاية للرياض عن طريق الوزارة، التي ترى أن بعض الأعمال مبالغ في ميزانيتها الخيالية، وأصبحت تجارة، وهي تفتقد لجودة النص، وتحتاج إلى رقابة، لأنها لا تمثل المجتمع الخليجي، وتعطي صورة مغلوطة للمشاهد، محملاً مسؤولية افتقار الحبكة الدرامية لتجسيدها للواقع السعودي، إلى عدم وجود كتاب ومؤلفين محترفين في المنطقة.